219

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Editorial

دار الفضيلة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

أهل السنة والحديث، وانتسب إلى الإمام أحمد، كما قد ذكر ذلك في كتبه كلها كالإبانة، والموجز، والمقالات وغيرها (^١).
٣ - الإمام الذهبي: حيث قال: الأشعري كان معتزليًا ثم تاب، ووافق أصحاب الحديث في أشياء يخالفون فيها المعتزلة، ثم وافق أصحاب الحديث في أكثر ما يقولونه، فله ثلاثة أحوال: حال كان معتزليًا، وحال كان سنيًا في بعض دون البعض، وكان في غالب الأحوال سنيًا، وهو الذي علمناه من حاله، فرحمه الله وغفر له وسائر المسلمين (^٢). وفي هذا الكلام ما يدل على أنه لا يراه قد رجع رجوعًا تامًا، ولكنه قال فيما بعد بأنه رجع ووافق أئمة الحديث في جمهور ما يقولونه، وهذا يقتضي الرجوع التام، حيث قال في العلو: «كان أبو الحسن أولًا معتزليًا أخذ عن أبي علي الجبائي ثم نابذه ورد عليه، وصار متكلمًا لأهل السنة، ووافق أئمة الحديث في جمهور ما يقولونه، وهو ما سقناه عنه من أنه نقل إجماعهم على ذلك وأنه موافقهم، وكان يتوقد ذكاءً، أخذ علم الأثر عن الحافظ زكريا الساجي. فلو انتهى أصحابُنا المتكلمون إلى مقالة أبي الحسن هذه ولزموها لأحسنوا» (^٣)، وهذا الكلام يدل دلالة واضحة أنه يرى بأن الأشعري مر بالأطوار الثلاثة، وبأن طوره الأخير هو الرجوع لأهل السنة

(^١) انظر اجتماع الجيوش الإسلامية ص ١٦٧، حيث عزاه لشيخ الإسلام ونقله مؤيدًا له.
(^٢) انظر: كتاب العرش ٢/ ٣٠٢، ٣٠٣.
(^٣) انظر العلو ٢/ ١٢٥٤ - ١٢٥٥.

1 / 226