202

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

الإمام الأشعري حياته وأطواره العقدية

Editorial

دار الفضيلة

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Ubicación del editor

الرياض

Géneros

على الذي مات كافرًا أو فاسقًا ثم ذكر بأنهم احتجوا بأن الله ﷿ لا يتغير علمه، ولا يرضى ما سخط، ولا يسخط ما رضي، لأن الرضى والسخط عند الأشاعرة من صفات الذات لم يزالا ولا يتغيران، ثم بين بأن هذا المذهب مخالف لما عليه سائر أهل الإسلام وشبَّه ابن حزم احتجاج الأشاعرة هنا باحتجاج اليهود في إبطال النسخ ثم شرع في الرد على هذه العقيدة الفاسدة بمالا نظير له (^١) .. قلت: فهل في كلام الأشعري ما يدل على أنه يقول بهذه العقيدة، بل المدقق في كلامه يجعله يعتقد بأنه مخالف لها؛ لأنه جعل أن من اعتقد بمعتقد المعتزلة يقوده اعتقاده هذا إلى أن رضا الله وسخطه يفنيان، وهذا ليس له علاقة بعقيدة الموافاة التي ترى استمرار الرضا والسخط ففرق بين هذا وذاك، بل نجد الأشعري في كتاب المقالات ينسب هذه العقيدة الضالة إلى ابن كُلاب، وهو يفرق في المقالات بين جملة أقوال أصحاب عبدالله بن سعيد بن كلاب وبين أهل الحديث، فنجده في المقالات يقول: قال عبدالله بن كلاب: لم يزل الله راضيًا عمن يعلم أنه يجوز مؤمنًا وإن كان أكثر عمره كافرًا … إلخ (^٢). فأنت تلحظ هنا أنه نسب القول بالموافاة لابن كلاب، وأخرجها من جملة أقوال أصحاب الحديث التي يؤمن بها، ومن

(^١) (انظر الفصل ٢/ ٣٦٥
(^٢) انظر المقالات ص ١٣٨.

1 / 209