54

الإفصاح على مسائل الإيضاح على مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم

الإفصاح على مسائل الإيضاح على مذاهب الأئمة الأربعة وغيرهم

Edición

الأولى

Año de publicación

1403 AH

Ubicación del editor

السعودية

Géneros

Fiqh Shafi'i

(التَّاسِعَةَ عَشْرَةَ) أَنْ يَتَجَنَّبَ الشَّبَعَ المُفْرِطِ (١٢) وَالزِّينَةَ وَالتَّنَعُّمَ (١٢) وَالتَّبَسُّطَ فِي أَلْوَانِ الأَطْعِمَةِ (١٣) فَإِنَّ الحَاجَّ أَشْعَثُ أَغْبَرُ وَيَنْبَغِي أَنْ يَسْتَعْمِلَ الرِّفْقَ وَحُسْنَ الْخُلُقِ مَعَ الْعُلَمَاءِ وَالجَمَّالِ وَالرَّفِيقِ وَالسَّائِلِ وَغَيْرِهِمْ وَيَتَجَنَّبَ الْمُخَاصَمَةَ وَالْمُشَاحَنَةَ وَمُزَاحَمَةَ النَّاسِ فِي الطَّرِيقِ وَمَوَارِدِ الْمَاءِ إِذَا أَمْكَنَهُ ذَلِكَ وَيَصُونُ لِسَانَهُ مِنَ الشَّتْمِ وَالغِيبَةِ وَلَعْنَةِ الدَّوَابِّ (١٤) وَجَمِيعِ الأَلْفَاظِ الْقَبِيحَةِ. وَلْيُلَاحِظْ قَوْلَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ: مَنْ حَجَّ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمٍ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَيَرْفُقُ بِالسَّائِلِ وَالضَّعِيفِ وَلَا يَنْهَرُ أَحَدًا مِنْهُمْ وَلَا يُؤَنِّبُهُ عَلَى خُرُوجِهِ بِلَا زَادٍ وَلَا رَاحِلَةٍ بَلْ يُوَاسِيهِ بِشَيْءٍ مِمَّا تَيَسَّرَ فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ رَدَّهُ رَدًّا جَمِيلًا وَدَعَا لَهُ بِالْمَعُونَةِ (١٥)

(العِشْرُونَ) كَرِهَ رَسُولُ الله عَلَيْهِ السَّلَامُ الوَحْدَةَ فِي السَّفَرِ، وَقَالَ:

(١١) ضابط الشبع أن يصير بحيث لا يشتهي لا أن لا يجد له مساغًا وقوله: المفرط: قيدته لتأكد تجنبه حينئذ وإلا فأصل الشبع مطلوب تجنبه للوارد (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع) أو كما ورد.

(١٢) الترفه والتنعم هنا كالزينة والتبسط: ألفاظ معانيها متقاربة أخذًا من القاموس وغيره.

(١٣) محله إذا كان يفعل التبسط لنفسه أما لنحو ضيف فلا بأس به.

(١٤) لما رواه مسلم رحمه الله تعالى: بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم أو تضايق بهم الجبل، فقالت حل اللهم العنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تصحبنا ناقة عليها لعنة.

(١٥) قال تعالى قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى، وأما قول بعضهم في قوله تعالى وهو ((وأما السائل فلا تنهر)) محله ما لم يزد على ثلاث وإلا نهره ينبغي حمله على ما إذا ألح ولم يمكن دفعه إلا بذلك فحينئذ لا منع من أن ينهره لكن بما لا شتم فيه ولا إثم بل بنحو لا تجوز لك كثرة الإلحاح وخف الله في إلحاحك وما شابه ذلك مما لا يخفى على الموفق

54