224

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Editorial

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

فضرب رأس مرحب فقتله، ثم كان الفتح على يديه (١).
فرضي الله عن علي وأرضاه، فقد قام بهذه البطولة النادرة بعد حصار النبي ﷺ لأهل خيبر قريبًا من عشرين يومًا، ثم يسّر الله فتحها على يد علي ﵁، فخرج الناس من حصونهم يسعون في السكك، فقتل النبي ﷺ المقاتلة، وسبى الذّرية، وكان في السبي صفية، ثم صارت إلى النبي ﷺ فأعتقها، وجعل عتقها صداقها، فأصبحت أُمًّا للمؤمنين (٢) وعلي ﵁ له مواقف أخرى كثيرة، تظهر فيها الحكمة العظيمة، ولكن المقامَ لا يتّسع إلا لما ذكر من المواقف السابقة، وهكذا يفعل من يرجو الله واليوم والآخر، فإن الإِنسان إذا كان همّه لله، وقلبه معلّق بالله، عمل كل ما يحبّه مولاه ﵎.
وقد ظهرت حكمة علي ﵁ في هذا الموقف من عدّة وجوه، منها:
(أ) قوله: " أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ "؛ فإنه ﵁ استفسر من النبي ﷺ قبل القتال، إلى أي مدى يستمر القتال، وهذا من أعظم الحكمة؛ لأن الداعية لا بد له من وضوح الهدف والغاية، وأن يكون على بصيرة من أمره.
(ب) وقوله: " أنا الذي سمتني أمي حيدرة "، وهذا فيه تذكير لمرحب؛ لأنه قد رأى في المنام أن أسدًا يقتله، فذكّره علي ﵁ بذلك

(١) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة ذي قرد وغيرها مطولا ٣/ ١٤٤١، وانظر: زاد المعاد ٣/ ٣٢١، وحياة الصحابة ١/ ٥٤٤.
(٢) انظر: البخاري مع الفتح، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر ٧/ ٤٦٩، وانظر: البداية والنهاية ٤/ ١٨١، ١٩١، وابن هشام ٣/ ٣٧٨ - ٣٨٨، وانظر: ترجمة علي بن أب طالب ﵁ كاملة في الإصابة في تمييز الصحابة ٢/ ٥٠٧ - ٥١٠، والبداية والنهاية ٧/ ٢٢٢ - ٢٢٤، وانظر: شجاعة علي أيضًا في حياة الصحابة للكاندهلوي ١/ ٥٤١ - ٥٤٦.

1 / 242