221

Al-Hikmah fi Al-Da'wah ila Allah Ta'ala

الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى

Editorial

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣هـ

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

بذلك، قال: فإني أدعوك إلى النّزال، فقال له: لم يا ابن أخي؟ فوالله ما أحبّ أن أقتلك. قال له علي: ولكني والله أحب أن أقتلك، فغضب عمرو عند ذلك فاقتحم عن فرسه فعقره وضرب وجهه، ثم أقبل على علي وسل سيفه كأنه شعلة نار، فاستقبله علي بالترس، فشق السيف الترس، فضربه علي على حبل عاتقه، فسقط وثار الغبار، وسمع المسلمون التكبير، فعرفوا أن عليًّا قتله.
وقال علي ﵁:
نصر الحجارة من سفاهة رأيه ... ونصرت رب محمد بصوابي
فصدرت حين تركته متجدلًا ... كالجذع بين دكادك وروابي
وبعد هذه المبارزة انهزم الباقون، وخرجت خيولهم حتى اقتحمت الخندق (١).
وهكذا ظهرت الشجاعة العظيمة الحكيمة، ومن عظم هذه الحكمة أن علي بن أبي طالب ﵁ دعا عمرًا إلى الله فأبى ذلك، فدعاه إلى النزال فنزل، فقتله ﵁، فكان ذلك من أسباب نصر المسلمين بإذن الله تعالى (٢).
فظهرت حكمة علي ﵁ في هذا الموقف من عدّة وجوه، منها:
(أ) استئذانه النبي ﷺ في المبارزة.
(ب) تذكيره لعمرو بن عبد ودّ ما عاهد عليه الله من قبول ما يعرض عليه من الخصال من قريش.

(١) انظر: البداية والنهاية ٤/ ١٠٦، وسيرة ابن هشام ٣/ ٢٤٠، وزاد المعاد ٣/ ٢٧٢، وانظر أيضًا شجاعة علي ﵁ في حياة الصحابة للعلامة الكاندهلوي ١/ ٥٤١ - ٥٤٦.
(٢) انظر: غزوة الخندق كاملة في زاد المعاد ٣/ ٢٦٩ - ٢٧٦، وسيرة ابن هشام ٣/ ٢٢٩ - ٢٥٢، والبداية والنهاية ٤/ ٩٢ - ١١٦.

1 / 239