32

الحق الأبلج في دحض شبهات مفهوم البدعة للعرفج

الحق الأبلج في دحض شبهات مفهوم البدعة للعرفج

Editorial

دار الإمام مسلم للنشر والتوزيع

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣٨ هـ

Géneros

والإجابة على هذه الأدلة الخمسة كالتالي: أما استدلالهم الأول بحديث «ما رآه الناس حسنًا فهو حسن» فلا يصح الاستدلال به لأسباب ثلاثة: السبب الأول: أنه ضعيف ضعفه العلماء، قال ابن حزم: «واحتجوا في الاستحسان بقول يجري على ألسنتهم، وهو: «ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن»، وهذا لا نعلمه يسند إلى رسول الله ﷺ من وجه أصلًا، وأما الذي لا شك فيه فإنه لا يوجد ألبتة في مسند صحيح، وإنما نعرفه عن ابن مسعود» (^١). قال ابن القيم: «أن هذا ليس من كلام رسول الله ﷺ، وإنما يضيفه إلى كلامه مَنْ لا عِلْمَ له بالحديث، وإنما هو ثابت عن ابن مسعود من قوله» (^٢). قال ابن عبد الهادي: «إسناده ساقطٌ، والأصح وَقْفه على ابن مسعود» (^٣). قال العلامة الألباني: «إن في إسناده كذابًا»، ثم ذكر أنه إنما يثبت موقوفًا على ابن مسعود (^٤)، كما أخرجه الإمام أحمد (^٥) والخطيب في الفقيه والمتفقِّه (^٦). السبب الثاني: أن لفظ الحديث المرفوع - لو صحَّ - فيه تخصيصُ الحكمِ بالصَّحابة، لا عمومِ المسلمين، وذلك أن لفظه: «إن الله نظر في قلوب العباد

(^١) الإحكام في أصول الأحكام (٦/ ١٨). (^٢) الفروسية (ص ٢٩٨). (^٣) بواسطة كشف الخفاء (٢/ ١٨٨). (^٤) السلسلة الضعيفة رقم (٥٣٣). (^٥) (٦/ ٨٤). (^٦) (١/ ٤٢٢).

1 / 37