Al-Hadith al-Mawdu'i - Madinah University
الحديث الموضوعي - جامعة المدينة
Editorial
جامعة المدينة العالمية
Géneros
تعالى؛ لأن الحق ﷾ لا يقبل من الأعمال إلا ما أُريد به وجهه؛ إذ جاء في الحديث الصحيح الذي يرويه رسول الله ﷺ عن رب العزة أنه قال: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك؛ فمن عمل عملًا، وأشرك فيه معي غيري تركته وشريكه» رواه الإمام مسلم في (صحيحه).
إن الله ﷾ لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه رواه مسلم في صحيحه بسنده عن أبي هريرة- ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ «إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم» وأخرجه أيضًا بلفظ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأقوالكم» وأخرجه أيضًا بلفظ: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم».
علق عليه الشيخ شعيب الأرناءوط محقق (رياض الصالحين) بقوله: وهذا الحديث يدل على أن الإنسان محاسب، ومسئول عن نيتِهِ وعمله؛ فينبغي أن تكون نيتُهُ خالصةً لوجه الله تعالى، وعمله وفق ما جاء عن الله تعالى، وصح عن رسوله ﷺ.
ومن هنا لكي يقبل الله تعالى العمل يشترط فيه أن يكون عملًا صالحًا ومفيدًا وطيبًا، ويكون وفق ما جاء به الشرع الكريم، وأن يؤدى بالكيفية التي شرعها الله ورسوله، وأن يراد به وجه الله تعالى؛ إذا سقط ركن أو شرط من هذه الأركان أو هذه الشروط؛ رد العمل ولا يقبله الله تعالى.
وعن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري ﵄ قال: كنا مع النبي ﷺ في غزاة، أي: غزوة. فقال: «إن بالمدينة لرجالًا ما سرْتُم مسيرًا، ولا قطعتم، واديًا إلا كانوا معكم حبسهم المرض» وفي رواية: «إلًّا شركوكم في الأجر» رواه مسلم، برقم ١٩١١ ورواه البخاري عن أنس ﵁ قال: رجعنا من غزوة تبوك
1 / 16