Los tejidos sobre las noticias de los ángeles
الحبائك في أخبار الملائك
Investigador
محمد السعيد بن بسيوني زغلول
Editorial
دار الكتب العلمية
Número de edición
الأولى
Año de publicación
1405 AH
Ubicación del editor
بيروت
Géneros
القونوي في الإبتهاج: من الناس من ذهب إلى أن العقلاء الناطقين فريقان: إنس وجن، وكل منهم فريقان: أخيار وأشرار، فأخيار الإنس هم الأبرار فمنهم رسل وغير سل، وأشرارهم هم الفجار فمنهم كفار وغير كفار، وأخيار الجن هم الملائكة ومنهم رسل وغير رسل، وأشرارهم هم الشياطين، وقد يحتمل هذا التقسيم أنيقال: الجن منهم سكان السماء ويدعون الملأ الأعلى وسموا ملائكة لصلاحيتهم للرسالة، ومنهم سكان الأرض، وهم الجن بالإطلاق وينقسمون إلى أخيار وفجار، قيل: وإبليس كان من الملائكة بدليل استثنائه منهم لكنه لما عصى لعن وأهبط إلى الأرض فصار من الجن، فهو كالعدل من الإنس يفسق أو يرتد فيدعي فاسقا أو كافرا بعد أن كان يسمى عدلا أو مؤمنا واستبدل من قال: إن الملائكة هم أخيار الجن بقوله تعالى: (وَجَعَلَوا بَينَهُ وَبَينَ الجِنَّةُ نَسَبا) الصافات: ١٥٨ والمراد بذلك قول الكفار: الملائكة بنات الله، سبحانه وتعالىعن ذلك علوا كبيرا فدل ذلك أن الملائكة من الجن، وايضا فإن الإنس هم الظاهرون والجن هم المجتنون والملائكة مجتنون فصدق عليهم إسم الجن، وأيضا فإن الله تعالى لما صنف الخلائق قال: (خَلَقَ الإِنسانَ مِن صَلصَالٍ كَالفَخَار، وَخَلَقَ الجَانَّ مِن مَارِجٍ مِن نَار) الرحمن:١٤، ١٥ فلو كانت الملائكة صنفا ثالثا لما كان يدع أشرف الخلائق فلا يتمدح بالقدرة على خلقه ويذكر ما دونه.
ومن خالف هذا القول قال: إن سكان الأرض ينقسمون إلى إنس وجن؛ فأما ما خرج عن هذا الحد فلا يلحقه إسم الإنس ولا إسم الجن، والذي يدل على أن الملائكة غير الجن قوله تعالى: (إِلاّ إِبلِيسَ كَانَ مِنِ الجِنِّ) الكهف: ٥٠ فهذا يدل على أن الملائكة جنس والجن جنس وأنهما فريقان، وإنما لم يذكر الملائكة في قوله: (خَلَقَ الإِنسانَ) الآية لأن لبيان ما ركبه من خلق متقدم فلم يدخل الملائكة في ذلك لأنهم مخترعون قال الله تعالى لهم: كونوا فكانوا، كما قال للأصل الذي منه خلق الجن والأصل الذي منه خلق الإنس وهو التراب والماء والنار والهواء: كن فكان، فكانت الملائكة في
1 / 250