«النيل» (^١) ساعة الجمعة
[... حديث أبي سعيد الذي أخرجه أحمد وابن خزيمة والحاكم بلفظ: سألت رسول الله ﵌ عنها فقال:] «قد علمتها ثم أُنسيتها كما أُنسيت ليلةَ القدر» [... ويجاب عنه بأن نسيانه ﵌ لها لا يقدح في الأحاديث الصحيحة الواردة بتعيينها] لاحتمال أنه سُمع منه ﵌ التعيين قبل النسيان كما قال البيهقي ... إلخ.
أقول: هذه غفلة؛ فإنه إذا نسيها ﵌ كما نسي ليلة القدر، وجب أن ينساها غيره ممن سمعها منه؛ لأن الحديث صريح في أن التنسية لمصلحة، ليس من النسيان العارض.
فالوجه أن يقال: إنه علمها أولًا ثمَّ نسيها ثمَّ علمها ثانيًا، وبقي كذلك. فإمّا أن يكون عيَّنها لبعض أصحابه قبل أن ينساها، فلمَّا نسيها نسوها أيضًا، ثمَّ لمَّا علمها ثانيًا ذكروا ما حدَّثهم أولًا.
وإمّا أن يكونوا نسوها ثمَّ لمَّا عَلِمها ﵌ ثانيًا أعلمهم.
وإمَّا أن يكون إنما أعْلَمهم عندما عَلِمها ثانيًا. والله أعلم (^٢).
* * * *