33

Useful Fatwas for the People of the Era, Abridged from the 35 Volumes of Imam Ibn Taymiyyah's Fatwas

الفتاوى النافعة لأهل العصر وهو مختصر فتاوى الإمام ابن تيمية الخمسة والثلاثين مجلداً

Editor

حسين الجمل

Editorial

دار ابن الجوزي

Año de publicación

1411 AH

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

فإن آدم - عليه السلام - لما أذنب تاب ، فاجتباه ربه وهداه ، وإبليس أصر واحتج ؛ فلعنه الله وأقصاه ، فمن تاب كان آدمياً ومن أصر واحتج بالقدر كان إبليسياً ، فالسعداء يتبعون أباهم ، والأشقياء يتبعون عدوهم إبليس .

فنسأل الله أن يهدينا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين . آمين يارب العالمين .

(١٢) وسُئل (٥١٦/٨ - ٥١٩ )

عن المقتول : هل مات بأجله ؟ أم قطع القاتل أجله ؟

فأجاب :

المقتول كغيره من الموتى ، لا يموت أحد قبل أجله ، ولا يتأخر أحد عن أجله ، بل سائر الحيوان والأشجار لها آجال لا تتقدم ولا تتأخر ، فإن أجل الشىء هو نهاية عمره ، وعمره مدة بقائه ، فالعمر مدة البقاء ، والأجل نهاية العمر بالانقضاء . وقد ثبت فى صحيح مسلم وغيره عن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: قدَّر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة ، وكان عرشه على الماء(١). وثبت فى صحيح البخارى أن النبى صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: كان الله ولم يكن شىء قبله ، وكان عرشه على الماء ، وكتب فى الذكر كل شىء ، وخلق السموات والأرض - وفى لفظ - ثم خلق السموات والأرض))(٢).

وقد قال تعالى: ﴿ فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ﴾

[ الأعراف : ٣٤]، [ النحل: ٦١ ] .

والله يعلم ما كان قبل أن يكون ، وقد كتب ذلك ، فهو يعلم أن هذا يموت بالبطن ، أو ذات الجنب ، أو الهدم ، أو الغرق وغير ذلك من الأسباب ،

(١) رواه مسلم (٢٦٥٣) عن ابن عمرو مرفوعاً بلفظ: ((كتب الله .... )) الحديث

(٢) رواه البخارى (١٢٨/٤-١٢٩) عن عمران بن حصين مطولاً.

33