178

Durr Mandud

الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود

Investigador

بوجمعة عبد القادر مكري ومحمد شادي مصطفى عربش

Editorial

دار المنهاج

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1426 AH

Ubicación del editor

جدة

وحكي عن العارف أبي الحسن الشاذلي ﵀ ورضي عنه: أنه جاءه السباع بمفازة فخافهم، ففزع إلى الصلاة على النبي ﷺ؛ مستندا إلى ما صح من أنه من صلّى عليه ﷺ.. صلّى الله عليه عشرا، وأن الصلاة من الله الرحمة، ومن رحمه.. كفاه همه، فنجا بذلك. وقال أبو بكير: رأيت النبي ﷺ في النوم، فقلت: يا رسول الله؛ إن رجلا يكثر الصلاة عليك، قال: «من هو؟»، قلت: فلان، قال: «لا جرم أنّ الله أعدّ له مقاما كريما» . وتوفّي تاجر عن مال وابنين وثلاث شعرات من شعره ﷺ، فاقتسما المال نصفين وشعرتين، وبقيت واحدة، فطلب الأكبر قطعها نصفين، فأبى الأصغر؛ إجلالا له ﷺ، فقال له الأكبر: تأخذ الثلاث بحظّك من المال؟ قال: نعم، ثم جعل الثلاث في جيبه، وصار يخرجها ويشاهدها ويصلّي على النبي ﷺ، فعن قريب كثر ماله، وفني مال الأكبر، ولمّا توفي الصغير.. رآه بعض الصالحين، ورأى النبي ﷺ فقال له: «قل للناس: من كانت له إلى الله ﷿ حاجة.. فليأت قبر فلان هذا ويسأل الله تعالى قضاء حاجته»، فكان الناس يقصدون قبره، حتى بلغ أن كل من عبر على قبره ينزل ويمشي راجلا «١» . وجاء أبا الفضل بن زيرك خراسانيّ فقال: أتاني رسول الله ﷺ في منامي وأنا بمسجد المدينة وقال: «اقرأ على أبي الفضل منّي السلام»، فقلت: يا رسول الله؛ لماذا؟ قال: «لأنه يصلّي عليّ في كل يوم مئة مرة»، ثم سأل أبا الفضل أن يعلمه إياها، فعلمه: (اللهم؛ صلّ على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد، جزى الله محمدا ﷺ عنّا ما هو أهله) .

(١) ذكر القصة الإمام المجد اللغوي في «الصّلات والبشر» (ص ١٣٥) وعزاها لأبي حفص عمر بن حسين السمرقندي في «رونق المجالس» .

1 / 184