177

Durr Mandud

الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود

Investigador

بوجمعة عبد القادر مكري ومحمد شادي مصطفى عربش

Editorial

دار المنهاج

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1426 AH

Ubicación del editor

جدة

(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، فقال: لا أطيق ذلك، فقال: ألف مرة صلاة على النبي ﷺ كل ليلة، قال الدارمي: فأنا أفعل ذلك كل ليلة «١» . ورئي بعض الصالحين فسئل، فقال: رحمني وغفر لي وأدخلني الجنة، فقيل له: بماذا؟ قال: حسبت الملائكة ذنوبي وصلاتي على النبي ﷺ فرأوها أكثر، فقال لهم المولى جلّت قدرته: (حسبكم يا ملائكتي، لا تحاسبوه، واذهبوا به إلى جنتي) . ويروى: أن مسرفا من بني إسرائيل لمّا مات.. رموا به، فأوحى الله ﷿ لموسى على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام: أن غسّله وصلّ عليه؛ فإني قد غفرت له، قال: يا ربّ؛ وبم ذلك؟ قال: إنه فتح التوراة يوما فوجد فيها اسم محمد ﷺ، فصلّى عليه، فغفرت له بذلك. ورأى بعض الصالحين صورة قبيحة في النوم، فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا عملك القبيح، قال لها: فبم النجاة منك؟ قالت: بكثرة الصلاة على المصطفى ﷺ. ورأى بعض الصالحين صالحا على هيئة حسنة، فاستخبره عما عندهم، فقال: كنت من الهالكين لولا كثرة صلاتي على رسول الله ﷺ، فقال له: أين أنتم من الرؤية واللقاء؟ فقال: هيهات! قد رضينا منه بدون ذلك. ورأى الشّبليّ جارا له فسأله، فقال: مرّت بي أهوال عظيمة أرتج عليّ عند السؤال، فقلت في نفسي: من أين أتى عليّ؟! ألم أمت على الإسلام؟! فنوديت: هذه عقوبة إهمالك للسانك في الدنيا، فلما همّ بي الملكان.. حال بيني وبينهما رجل جميل طيب الرائحة، فذكّرني حجتي، فذكرتها، فقلت: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا شخص خلقت لكثرة صلاتك على النبي ﷺ، وأمرت أن أنصرك في كل كرب.

(١) أخرجه ابن بشكوال في «القربة» (٧٣) .

1 / 183