135

Al-Dakhil fi al-Tafsir - Islamic University of Madinah

الدخيل في التفسير - جامعة المدينة

Editorial

جامعة المدينة العالمية

Géneros

القبول عند الناس، أما البعض الآخر فكان ساذجًا في كذبه، مغفّلًا في تلفقيه، فترك آثار الجريمة بينة واضحة، وبذلك أشتمل ما لفقه على دليل كذبه.
هذا كلام شيخنا الشيخ أبي شهبة، ويستطرد قائلًا: ومن العجيب أن الإمام السيوطي نبه في كتابه (تخريج أحاديث الشفاء) أنها إسرائيليات تلقاها تلقاها ابن عباس عن أهل الكتاب، وليته نبَّه إلى ذلك في التفسير ولكنه لم يفعل.
والحق أن نسج القصة مهلهل عليه أثر الصنعة والاختلاق والكذب، كما أنها هذه القصة تصادم العقل السليم والنقل الصحيح في هذا.
وإذا جاز للشيطان أن يتمثَّل برسول الله سليمان ﵇ فأيُّ ثقة بعد ذلك بالشرائع تبقى؟ وكيف يسلط الله الشيطان على نساء نبيه سليمان، وهو أكرم على الله من ذلك؟ وأيُّ ملك أو نبوة يتوقف أمرهما على خاتم يدومان بدوامه، ويزولان بزواله؟ وما عاهدنا في التاريخ البشري شيئًا من ذلك، وإذا كان خاتم سليمان ﵇ بهذه المثابة؛ فكيف يغفل الله شأنه في كتابه الشاهد على الكتب السماوية، ولم يذكره بكلمة؟ وهل غير الله سبحانه خلقة سليمان في لحظة حتى أنكرته أعرف الناس به، وهي زوجته جرادة؟ هذا كلام لا يُعقل.
الحق أن نسج القصة مهلهل لا يصمد أمام النقد، وأن آثار الكذب والاختلاق ظاهرة عليها.
نسبة بعض هذه الأكاذيب إلى رسول الله؛ مشكلة أخرى عندما نرى أنه قد تجرأ بعض الرواة أو غلط فرفع بعض هذه الإسرائيليات إلى رسول الله ﷺ؛ قال الإمام السيوطي في (الدر المنثور): وأخرج الطبراني في (الأوسط)، وابن مردويه بسند ضعيف، عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ "وُ ل ِ د َ لسل ي مان وَ لد، فقال للشياطين تواريه من الموت، قالوا: نذهب به إلى المشرق، فقال: يصل إليه

1 / 153