٤ - في قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ﴾ (^١)، قال الجِبْلي (^٢): "يُقال: طَرَقَ يَطْرُقُ طُرُوقًا: إذا زارَ لَيْلًا، قال ابنُ الرُّومِيِّ:
يا راقِدَ اللَّيْلِ مَسْرُورًا بِأَوَّلِهِ... إنَّ الحَوادِثَ قد يَطْرُقْنَ أَسْحارا
لَا تَفْرَحَنَّ بِلَيْلٍ طابَ أَوَّلُهُ... فرُبَّ آخِرِ لَيْلٍ أَجَّجَ النّارا".
والبيتانِ ليسا لابن الرُّومي، ولا هما في ديوانه، وإنّما هما لِمُحَمَّدِ بن حازم ابن عَمْرٍو الباهِلِيِّ.
المطلب الثاني: موقفُ الجِبْلي من القياس:
القياسُ عليه مدارُ علم النَّحو؛ لأنّ النَّحوَ كلُّه قياس، وقد استَعمَل البصريُّون والكوفيُّون القياسَ في استنباطهم للأحكام وتعليلهم لها، وكان البصريُّون أكثرَ تحفُّظًا من الكوفيِّين فيما يقيسون عليه، وفيمن يأخُذون عنه اللغة (^٣).
وأركانُ القياس -كما ذَكَر العلماء- أربعةٌ: أصلٌ، وهو المَقِيسُ عليه، وفَرْعٌ وهو المَقِيس، وحُكْمٌ، وعِلّةٌ جامعةٌ، ولكلِّ واحدٍ منها شروطٌ ذكروها (^٤).
أمّا أقسامُ القياس فقد ذكرها السُّيوطي، فقال (^٥): "حَمْلُ فَرْعٍ على أَصْلٍ، وحَمْلُ أَصْلٍ على فَرْعٍ، وحَمْلُ نَظِيرٍ على نَظِيرٍ، وحَمْلُ ضِدٍّ على ضِدٍّ".