99

Al-Burhan fi Wujuh al-Bayan

البرهان في وجوه البيان

Investigador

د. حفني محمد شرف (أستاذ البلاغة، والنقد الأدبي المساعد - كلية دار العلوم، جامعة القاهرة)

Editorial

مكتبة الشباب (القاهرة)

Ubicación del editor

مطبعة الرسالة

Géneros

وإن تم لفظ البيت قبل أن يتم معناه احتاج إلى أن يضمن البيت الثاني تمام المعنى كما قال الشاعر: (وجناح مقصوص نحيف ريشه ... ريب الزمان تحيف المقراض) فهذا لا يقوم بنفسه، ولا يبين عن معنى ما أريد به حتى يأتي معناه في البيت الثاني وهو: (فنعشته ووصلت ريش جناحه ... وجبرته يا جابر المنهاض) وجميعًا معيبان، فينبغي أن يجنبهما ما وجد السبيل إلى ذلك. واعلم أن الشاعر إذا أتى بالمعنى الذي يريده، أو المعنيين في بيت واحد كان في ذلك أشعر منه إذا أتى بذلك في بيتين، وكذلك إذا أتى شاعران بذلك، فالذي يجمع المعنيين في بيت أشعر من الذي يجمعهما في بيتين، ولذلك فضل قول امرئ القيس: (كأن قلوب الطير رطبًا ويابسًا ... لدى وكرها العناب والحشف البالي) على قوله: (كأن عيون الوحش حول خبائنا ... وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب) لأنه جمع في البيت الأول وصف شيئين [لشيئين]، وإنما وصف في هذا شيئًا بشيء. وللشاعر أن يقتصد في الوصف أو التشبيه أو المدح أو الذم، وله أن يبالغ، وله أن يسرف حتى يناسب قوله المحال ويضاهيه، وليس المستحسن السرف والكذب والإحالة في شيء من فنون القول إلا في الشعر.

1 / 146