208

Al-Bayhaqi and His Position on Theology

البيهقي وموقفه من الإلهيات

Editorial

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

Edición

الثانية

Año de publicación

١٤٢٣ هـ/٢٠٠٢ م

Ubicación del editor

المملكة العربية السعودية

Géneros

قال الله في كتابه: ﴿وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا﴾ ١. فهذا لا يحتمل تأويلًا غير نفس الكلام...
وقال لقوم موسى حين اتخذوا العجل فقال: ﴿أَفَلا يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعًا...﴾ ٢ وقال: ﴿عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ﴾ ٣.
قال أبوسعيد: ففي كل ما ذكرنا تحقيق كلام الله وتثبيته نصًا بلا تأويل، ففيما عاب الله به العجل في عجزه عن القول والكلام بيان بين أن الله ﷿ غير عاجز عنه، وأنه متكلم وقائل، لأنه لم يكن يعيب العجل بشيء هو موجود فيه"٤.
وإذًا فالسلف - رحمهم الله تعالى - يرون أن كلام الله تعالى حقيقي في الكلام المسموع، وأنه يتكلم بحرف وصوت، وأن كلامه لا يشبه كلام خلقه، ويرون أن إثبات الكلام نفسيًا، كما هو رأي البيهقي - هو إضافة نقص إلى الله ﷾، إذ إن الأخرس له خواطر يريد التكلم بها، ولكنه مع ذلك لا يستطيع، فالله ﷾ منزه عن مثل هذا العجز، الذي يعتبر نقصًا في المخلوق، والله ﵎ منزه عن كل نقص بل أولى بالتنزه عن ذلك النقص من المخلوق، فهو سبحانه متصف بكل صفات الكمال، ومتكلم بمشيئته وقدرته وإرادته، متى شاء كيف شاء.

١ سورة النساء آية: ١٦٤.
٢ سورة طه آية: ٨٩.
٣ سورة الأعراف آية: ١٤٨.
٤ الردّ على الجهمية للدارمي ص: ٧٢-٧٣، وانظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية ١٢/٥٢٩.

1 / 243