Al-Bayan wal-Ishhar li-Kashf Zeigh al-Mulhid al-Hajj Mukhtar
البيان والإشهار لكشف زيغ الملحد الحاج مختار
Editorial
دار الغرب الإسلامي
Número de edición
١٤٢٢هـ
Año de publicación
٢٠٠١م
Géneros
دًا على دحلان: فتأمل إن كنت من طالبي الحق ما في رسالة ابن دحلان وحال كثير من أهل الزمان تجده قد لبس تلبيسًا وزخرف القول غرورًا وتمويهًا للباطل وتشكيكًا منثورًا. فكان كما قيل في التمثيل:
جو كفراز كعبه برخيز ... دكجما ماند مسلماني
يعني: إذا برز الكفر من الكعبة وثار ... كيف يبقى الإسلام على قرار
فما باله يغمض عينيه عن الشركيات ولا يتعرض لما هم عليه من الكفريات كما بين ما فيهم الإمام الشوكاني وأظهر ما لديهم القاصي والداني؟ أفتعرفه ناصحًا للأمة المرحومة، كيف وقد صنع صنيعًا يهلكهم، ولا ينجيهم من المفاسد وخصال مذمومة؟ وإنما فعل ذلك خوفًا من الناس أن يقولوا في شأنه وهابي أو منكر الأولياء فيهان ويزال عن مرتبته ويخرج من الحرم كما أخرج كثير ممن يظهر الحق. وكيف لا؟ وقد كان يخاف في أدنى من ذلك فإنه قد كان يلبس لباسًا فيه من الإسبال في الكمين وفي الذيل. فقيل له في ذلك، فقال: قد صار ذلك في عرف العامة من لباس الشرفاء، وتركه يعد دناءة ولم يبال بوعيد حديث "ما أسبل من الكعبين من الإزار فهو في النار" وهذا الخوف هو الذي منع علماء اليهود والنصارى من اتباع النبي ﷺ وهلم جرًا. وقد ورد: "لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل" انتهى.
وقال العالم العلامة المحدث الشيخ محمد بشير الهندي في كتابه "صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان" أما بعد، فإني وقفت على الرسالة التي جمعها الشيخ أحمد بن زيني دحلان (١) أنقذه الله من دحلان الخذلان وسماها "الدرر السنية في الرد على الوهابية" ورأيت مؤلفها يدعي في ديباجة رسالته الساقطة الدنيئة الرديئة أنه جمع فيها ما تمسك به أهل السنة في زيادة النبي ﷺ والتوسل
_________
(١) هذا من الشيخ ﵀ بمناسبة أن دحلان كان حيًا حين رده هذا عليه فلا يريد أن يحجر عليه واسعًا من رحمة الله وإلا فإن دحلان بعد موته لا يستحق الدعاء إلا بأن يعامله الله بعدله لما هو عليه من الضلال. [المؤلف] .
1 / 57