البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

Yafar Sharicat Madar Astarabadi d. 1263 AH
98

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

المتباينين كالإنسان والفرس يمتنع حمل أحدهما على الآخر ، بل نعني به أن المحمول والموضوع بينهما اتحاد من وجه وتغاير من وجه بالتغاير مفهوما والاتحاد مصداقا ؛ فإنا إذا قلنا : « الضاحك كاتب » عنينا به أن الشيء الذي يقال له : الضاحك هو الشيء الذي يقال له : الكاتب ، فجهة الاتحاد هي الشيء ، وجهة التغاير هي الضحك والكتابة.

إذا عرفت هذا ، فاعلم أن جهة الاتحاد قد تكون أمرا مغايرا للمحمول والموضوع ، كما في هذا المثال ؛ فإن الشيء الذي يقال له : ضاحك وكاتب هو الإنسان ، وهو غير الموضوع والمحمول. وقد تكون أحدهما بكون مفهوم أحدهما تمام حقيقة مصداق الآخر وكون العنوان عين الذات ، كقولنا : « الإنسان ضاحك » و « الضاحك إنسان » لاتحاد ذات الإنسان مع مفهوم الضاحك.

** قال

القيام لو استدعاه ).

** أقول

فيتوجه شك ، وهو أن أحد الطرفين حينئذ يجب أن يكون قائما بالآخر ، وإلا لم تكن بينهما مناسبة ، وإذا كان قائما فالطرف الآخر في نفسه ليس متصفا بالطرف القائم به ، وإلا اجتمع المثلان عند قيامه ، وحينئذ يلزم قيام الشيء بما ليس متصفا به ، وذلك جمع للنقيضين.

فأجاب بأن صدق التغاير لا يستدعي قيام أحدهما بالآخر قيام العرض بمحله ؛ فإنا نقول : « الإنسان حيوان » وليست الحيوانية قائمة بالإنسانية ؛ لعدم تصور قيام بين الكل والجزء ، وكفاية الاتحاد في الصدق في الحمل.

ثم لو فرضنا أن التغاير مع الحمل يقتضي قيام أحدهما بالآخر لكن لا يلزم من كون المحمول قائما بالموضوع كون الموضوع في نفسه مأخوذا باعتبار عدم القائم من باب اعتبار الشيء بشرط لا واعتبار العدم ، بل اللازم عدم اعتبار القيام ، وبين

Página 163