البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

Yafar Sharicat Madar Astarabadi d. 1263 AH
28

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

وقد يورد عليه بأن اتحاد مفهوم العدم لا دخل له في الاستدلال ، بل على تقدير تعدده كان بطلان الحصر أظهر ؛ إذ يزيد على هذا التقدير احتمال آخر ، مثلا : نقول في المثال المذكور : يجوز أن يكون زيد متصفا بالعدم بمعنى آخر ، فالأولى أن يطرح من البين ويقال : لو لم يكن الوجود مشتركا ، لبطل الحصر العقلي ، ويساق الكلام إلى آخره.

ويمكن أن يجاب عنه بأن المراد أن مفهوم العدم واحد ، فلو لم يكن مفهوم الوجود أيضا واحدا ، لكان العدم الواحد نقيضا لكل من الوجودات المتعددة ، وذلك باطل ؛ لأن التناقض لا يكون إلا بين المفهومين كما أشرنا.

وعلى الثالث أن تقسيم الوجود بتأويل المسمى به ؛ لاندفاعه بشهادة الوجدان على صحة التقسيم باعتبار نفس مفهوم الوجود من غير ملاحظة مفهوم المسمى وصدق لفظ الوجود.

وبالجملة ، فمن لا يسلم الاشتراك في مطلق الوجود كما لا يسلم الاشتراك في مطلق السلب ، بل المشترك عنده هو لفظ الوجود والسلب كما حكى الفاضل القوشجي (1) ضعيف جدا.

وقد نظمت هذا المطلب بقولي :

وللوجود شركة معنى فلم

يصغ إلى النفي لوحدة العدم

** المسألة الثالثة

** قال

** أقول

والظاهر أن الكلام في الوجود بمعنى منشأ الأثر ، لا بمعنى الكون والتحقق ، كما لا يخفى.

Página 93