البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

Yafar Sharicat Madar Astarabadi d. 1263 AH
109

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

البراهين القاطعة في شرح تجريد العقائد الساطعة

وأما الثاني : فلأنه يلزم ارتفاع الوجود عند ارتفاع المؤثر ، ويلزم ما تقدم من المحال.

وأما الثالث : فلأن الموصوفية ليست بثبوتية (1)، وإلا لزم التسلسل ، فلا تكون أثرا.

سلمنا ، لكن المؤثر يؤثر في ماهيتها أو في وجودها أو في اتصاف ماهيتها بوجودها ، ويعود المحال.

وتقرير الجواب : أن المؤثر يؤثر في الماهية بجعلها موجودة لا جعلها إياها ؛ لعدم تصور توسط الجعل بين الشيء ونفسه كما حكي (2) عن أبي علي أنه سئل عن هذه المسألة وقد كان يأكل المشمش فقال : الجاعل لم يجعل المشمش مشمشا بل جعل المشمش موجودا ، أو بالجعلين معا ، وبعد تعلق الجعل بالماهية يجب تحققها وجوبا لاحقا مترتبا عليه.

** قال

** أقول

وتقريره : أن الممكن لو افتقر في طرف الوجود إلى المؤثر لافتقر في طرف العدم أيضا إليه ؛ لتساويهما بالنسبة إليه ، والتالي باطل ؛ لأن المؤثر لا بد له من أثر ، والعدم نفي محض ، فيستحيل استناده إلى المؤثر.

وتقرير الجواب : أن عدم الممكن المتساوي ليس نفيا محضا بل هو عدم ملكة. وتساوي طرفي وجوده وعدمه إنما يكون في العقل. والمرجح لطرف الوجود لا بد أن يكون موجودا في الخارج ، كما مر ، وأما في العدم فلا يكون إلا عقليا ، وهو عدم العلة ، وعدم العلة ليس بنفي محض ، وهو يكفي في الترجيح العقلي ، ولامتيازه عن

Página 174