129

الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

الآثار المروية عن أئمة السلف في العقيدة من خلال كتب ابن أبي الدنيا

Editorial

الجامعة الإسلامية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

Ubicación del editor

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

Géneros

المطلب الثالث: الآثار الواردة في سرعة وقوع البدع في الناس
٣٤ - حدثني عبد الرحمن بن عبد اللَّه الباهلي قال: أخبرنا سفيان ابن عيينة، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن نافع، عن صفية (^١) قالت: "زلزلت المدينة على عهد عمر ﵁، فقال: أيها الناس، ما هذا؟ ما أسرع ما أحدثتم؟ لئن عادت لا أساكنكم فيها" (^٢).
التحليل والتعليق
تضمن أثر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب ﵁ بيان سرعة وقوع المحدثات في الناس، وجعل ذلك سبب الزلزلة التي وقعت في المدينة النبوية في عهده ﵁، ولا ريب أن البدع والمحدثات سريعة الوقوع؛ لأن دافعها الهوى، وتزيين الشيطان، وهما مصدرا الشر كما سبق عن ابن القيم، وقد ورد ما يؤيد فراسة عمر ﵁ سرعة الإحداث من قول عبد اللَّه بن مسعود ﵁ لما تحلق أولئك القوم في المسجد وجعل أحدهم يقول: سبحوا مائة، فيسبحون مائة ثم يطلب منهم مثله في التهليل والتحميد،

(^١) هي صفية بنت أبي عبيد بن مسعود الثقفية، زوج ابن عمر، قيل لها إدراك، وأنكره الدارقطني، وقال العجلي: ثقة، توفيت في إمارة الزبير، الإصابة (٤/ ٣٥١) القسم الثاني، التقريب (٨٦٢٣).
(^٢) العقوبات (٣١) رقم (٢٠)، وابن أبي شيبة في المصنف (٢/ ٢٢١) رقم (٨٣٣٥)، وابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٤١٨)، والتمهيد (٣/ ٣١٨)، وذكره العيني في عمدة القاري (٤/ ٥٧).

1 / 133