العرش وما روي فيه

Muhammad ibn Abi Shaybah d. 297 AH
131

العرش وما روي فيه

العرش وما روي فيه

Investigador

محمد بن خليفة بن علي التميمي

Editorial

مكتبة الرشد

Número de edición

الأولى

Año de publicación

1418 AH

Ubicación del editor

الرياض

رابعا: أنه إذا فسر الاستواء بالغلبة والقهر عاد معنى الآيات كلها إلى أن الله- تعالى- أعلم عباده بأنه خلق السموات والأرض، ثم غلب على العرش بعد ذلك وقهره وحكم عليه أفلا يستحي من الله من في قلبه أدنى وقار لله ولكلامه أن ينسب ذلك إليه وأنه أراد بقوله ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾: أي: اعلموا يا عبادي أني بعد فراغي من خلق السموات والأرض غلبت عرشي وقهرته واستوليت عليه١. خامسا: أن ما يستند إليه هؤلاء المعطلة في زعمهم هذا من قولهم أن تفسير استوى باستولى أمر مشهور في اللغة، هو قول باطل مردود لأنه لم يثبت عند أحد من أهل اللغة أن لفظة استوى يصح استعمالها بمعنى استولى بل إن هذا القول منكر عند اللغويين. فهذا ابن الأعرابي أحد علماء اللغة أتاه رجل فقال له: ما معنى قول الله ﷿: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾، فقال: "هو كما أخبر ﷿، فقال: يا أبا عبد الله ليس هذا معناه، إنما معناه استولى، قال: اسكت ما أنت وهذا، لا يقال استولى على الشيء إلا أن يكون له مضادا فإذا غلب أحدهما قيل استولى أما سمعت النابغة: إلا لمثلك أن من أنت سابقه ... سبق الجواد إذا استولى على الأمد"٢ وقد سئل الخليل بن أحمد هل وجدت في اللغة استوى بمعنى استولى؟

١ "مختصر الصواعق": (٢/ ١٤٠- ١٤١) . ٢ "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للالكائي: (٢/ ٣٩٩) .

1 / 165