Al-Anwar Al-Nu'maniyah fi Al-Da'wa Al-Rabbaniyah

Muhammad Ali Muhammad Imam d. Unknown
71

Al-Anwar Al-Nu'maniyah fi Al-Da'wa Al-Rabbaniyah

الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية

Editorial

مطبعة السلام

Número de edición

الأولي

Año de publicación

٢٠١١ م

Ubicación del editor

ميت غمر

Géneros

استقبله أهل المدينة بدق الطبول، ويغنون: طلع البدر علينا ... فلو فعلوا ذلك فما كان تحقق كمال العبودية. الله ﷾ قدر عليه استقبال الطائف، قبل أن يقدر له استقبال المدينة، واحترامهم وحبهم له ٠٠فربنا ﷾ يقدر الأحوال المخالفة علي الداعي حتى يُربيه أولا، وبعد ذلك تأتي الأحوال الموافقة له ٠٠ حتى الناس يعرفوا قدره وينتشر الدين. فالأحوال المخالفة لك، والموافقة من أجل غيرك حتى يفهموا دين الله ﷿. كيف استقبل أهل الطائف رسول الله ﷺ بعد التعب؟ استقبل أهل الطائف رسول الله ﷺ بشر استقبال، فعن عائشة ﵂ أنها قالت للنبى ﷺ: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: " لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيته منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يجبنى إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهى، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسى، فإذا أنا بسحابة قد أظلتنى، فنظرت فإذا فيها جبريل ﵇، فنادانى فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فنادانى ملك الجبال، فسلم على ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثنى ربى إليك لتأمرنى بأمرك، فما شئت: إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين، فقال النبى ﷺ: " بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئًا ". متفق عليه (١). أعجب وأجمل صفة عند العرب قبل الإسلام هي صفة الكرم، خاصة إكرام

(١) رياض الصالحين - باب العفو والإعراض عن الجاهلين.

1 / 71