فائدة ثالثة:
ذهب بعض أهل السير إلى أنَّ أبا موسى الأشعري كان مع من هاجروا إلى الحبشة من مكة، وذلك لما رواه أبو نعيم في الدلائل أن أبا موسى قال: أمرنا رسول ﷺ أن ننطلق مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض النجاشي، وهذا غير صحيح، والصحيح أن أبا موسى خرج من بلده باليمن قاصدًا النبي ﷺ بمكة فألقته السفينة إلى النجاشي بالحبشة هو ومن معه فوافقوا جعفر بن أبي طالب فأقاموا معه حتى قدموا على النبي ﷺ بخيبر (١).
فهذا الحديث هو الثابت، أما الحديث السابق فرواه أبو نعيم من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة، وأبو إسحاق قد اختلط كما سبق وإسرائيل ممن أخذ عنه بعد الاختلاط. والله أعلم.
٨ - وفي السنه السادسة من البعثة: أسلم حمزة بن عبد المطلب وعمرو بن الخطاب ﵄ فعز الإسلام بإسلامهما
الشرح:
لقد كان إسلام الفاروق عمر وأسد الله حمزة، نصرًا وفتحًا كبيرًا للإسلام والمسلمين. فهما لم يكونا مجرد رجلين عاديين كبقية الرجال ولا شخصين كبقية الأشخاص، إنما كانا ﵄ جبلين شامخين، وأسدين جسورين، وبطلين كبيرين، دحض الله بهما جحافل المشركين، وأذل بهما طوائف الحاقدين والمعاندين، وأعز بهما الإسلام والمسلمين.