Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

Abdul Qadir Muhammad Al-Madani Al-Shinqiti d. 1393 AH
99

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Investigador

خالد بن عثمان السبت

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

Géneros

وقوله: ﴿وَأَنتُمْ تَنْظُرُونَ﴾ جملةٌ حاليةٌ، وأصلُ هذه الجملةِ فيها إشكالٌ معروفٌ، وهو أن يقولَ طالبُ العلمِ: كيف ينظرونَ، وينظرُ بعضُهم إلى بعضٍ مع إصابةِ الصاعقةِ إياهم؟ وللعلماءِ عن هذا أجوبةٌ (^١): أظهرُها أن الصاعقةَ أَصَابَتْهُمْ غيرَ دُفْعَةٍ، بل تصيبُ البعضَ والبعضُ ينظرُ إلى إهلاكِه؛ لأن ظاهرَ القرآنِ يَجِبُ الحملُ عليه إلا بدليلٍ جازمٍ من كتابٍ وَسُنَّةٍ (^٢)، وظاهرُ القرآنِ أن هنالك نَظَرًا لوقوعِ هذه الصاعقةِ، أن الصاعقةَ وَقَعَتْ في حالِ نَظَرِهِمْ، وبهذا قال بعضُ العلماءِ، وهو الأظهرُ؛ لأنه يتمشى مع ظاهرِ القرآنِ، ولا مانعَ من أن تصيبَ الصاعقةُ بعضَهم والبعضُ الآخَرُ ينظرُ إليه، ثم تصيبُ بعضًا والبعضُ الآخَرُ ينظرُ إليه، وكذلك قال بعضُ العلماءِ (^٣): إن اللَّهَ أحياهم مُتَفَرِّقِينَ في غيرِ دفعةٍ واحدةٍ، يحيا بعضَهم، والبعضُ الآخَرُ ينظرُ إليه كيف يُحْيِيهِ اللَّهُ. وهذا معنى قوله: ﴿فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ﴾. ﴿لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ قَدْ قَدَّمْنَا معنى (لَعَلَّ) ومعنى (الشُّكْرِ) (^٤). وهذه الآيةُ الكريمةُ فيها دليلٌ جازمٌ على البعثِ؛ لأن بني إسرائيلَ هؤلاء، هذه الطائفةُ منهم التي أَمَاتَهَا اللَّهُ فأحياها دليلٌ قاطعٌ

(^١) انظر: القرطبي (١/ ٤٠٤)، البحر المحيط (٢/ ٢١٢). (^٢) في هذه القاعدة انظر: ابن جرير (١/ ٣٨٨، ٤٧١، ٤٨٥، ٥٥٠)، (٢/ ١٥، ٦١، ١٨٠، ٤٥٦، ٤٥٧، ٥٤٥، ٥٦٠) الصواعق المرسلة (١/ ٢٠٤)، قواعد التفسير (٢/ ٨٤٣ - ٨٥٠). (^٣) انظر: البحر المحيط (١/ ٢١٢). (^٤) مضى عند تفسير الآية (٥٢) من هذه السورة.

1 / 103