Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

Abdul Qadir Muhammad Al-Madani Al-Shinqiti d. 1393 AH
103

Al-'Adhb an-Nameer min Majalis ash-Shanqeeti fi at-Tafseer

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Investigador

خالد بن عثمان السبت

Editorial

دار عطاءات العلم (الرياض)

Número de edición

الخامسة

Año de publicación

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Ubicación del editor

دار ابن حزم (بيروت)

Géneros

واشتكوا الحرَّ، دعا نبيُّ اللَّهِ موسى لهم، فَظَلَّلَ اللَّهُ عليهم الغمامَ. والغمامُ: اسمُ جنسٍ واحدُه غمامةٌ، وهو غمامٌ أبيضُ رقيقٌ يُظِلُّهُمْ من الشمسِ (^١). وفي قصتِهم أنه إذا كان في الليلِ ارتفعَ ليستضيئوا بضوءِ القمرِ. وصيغةُ الجمعِ في قولِه: ﴿وَظَلَّلْنَا﴾ للتعظيمِ. ﴿وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾ لَمَّا اشتكوا في التيهِ من الجوعِ، دَعَا اللَّهَ نَبِيُّهُمْ، فأنزل اللَّهُ الْمَنَّ والسلوى. وأكثرُ علماءِ التفسيرِ (^٢) على أن الْمَنَّ: التَّرَّنْجَبِينُ، وهو شيءٌ ينزلُ كالندى ثم يجتَمع، أبيضُ، حُلْوٌ، يُشْبِهُ العسلَ الأبيضَ، هذا قولُ أكثرِ المفسرين في المرادِ بِالْمَنِّ. قال بعضُ العلماءِ (^٣): ولا يعارضُ هذا ما ثَبَتَ في الصحيحِ عن النبيِّ ﷺ من أنه قال: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ» (^٤).

(^١) سئل الشيخ ﵀ عن الفرق بين الغمام والسحاب؟ فأجاب بقوله: السحاب غير المطر بإجماع العلماء، فالسحاب هو الوعاء الذي فيه ماء المطر، ويسمى الغمام، إلا أن هذا الغمام الذي أنزل الله عليهم يقول العلماء فيه: إنه لم بكن وعاء كالسحاب، وإنما هو غمام أبيض رقيق يشبهه، أنزله الله عليهم، مع أن الغمام يطلق على السحاب. (^٢) انظر: القرطبي (١/ ٤٠٦)، دفع إيهام الاضطراب ص٢٥. (^٣) المصدر السابق. (^٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب: ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى﴾ حديث رقم: (٤٤٧٨)، (٨/ ١٣٦)، وأخرجه في موضعين آخرين، انظر: الحديثين رقم: (٤٦٣٩، ٥٧٠٨)، ومسلم في صحيحه، كتاب الأشربة، باب: فضل الكمأة، ومداواة العين بها، حديث رقم: (٢٠٤٩)، (٣/ ١٦١٩).

1 / 107