Moral y Conducta en la Curación de las Almas

Ibn Hazm d. 456 AH
83

Moral y Conducta en la Curación de las Almas

الأخلاق والسير في مداواة النفوس

Investigador

بلا

Editorial

دار الآفاق الجديدة

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

Ubicación del editor

بيروت

الفضول فَيجب عَلَيْك أَن لَا تكون فضوليا فَإِنَّهَا صفة سوء فَإِن أجابك الَّذِي سَأَلت بِمَا فِيهِ كِفَايَة لَك فاقطع الْكَلَام وَإِن لم يجبك بِمَا فِيهِ كِفَايَة أَو أجابك بِمَا لم تفهم فَقل لَهُ لم أفهم واستزده فَإِن لم يزدك بَيَانا وَسكت أَو أعَاد عَلَيْك الْكَلَام الأول وَلَا مزِيد فَأمْسك عَنهُ وَإِلَّا حصلت على الشَّرّ والعداوة وَلم تحصل على مَا تُرِيدُ من الزِّيَادَة وَالْوَجْه الثَّالِث أَن تراجع مُرَاجعَة الْعَالم وَصفَة ذَلِك أَن تعَارض جَوَابه بِمَا ينْقضه نقضا بَينا فَإِن لم يكن ذَلِك عنْدك وَلم يكن عنْدك إِلَّا تكْرَار قَوْلك أَو الْمُعَارضَة بِمَا لَا يرَاهُ خصمك مُعَارضَة فَأمْسك فَإنَّك لَا تحصل بتكرار ذَلِك على أجر وَلَا على تَعْلِيم وَلَا على تعلم بل على الغيظ لَك ولخصمك والعداوة الَّتِي رُبمَا أدَّت إِلَى المضرات وَإِيَّاك وسؤال المعنت ومراجعة المكابر الَّذِي يطْلب الْغَلَبَة بِغَيْر علم فهما خلقا سوء دليلان على قلَّة الدّين وَكَثْرَة الفضول وَضعف الْعقل وَقُوَّة السخف وحسبنا الله وَنعم الْوَكِيل وَإِذا ورد عَلَيْك خطاب بِلِسَان أَو هجمت على كَلَام فِي كتاب فإياك أَن تقابله مُقَابلَة المغاضبة الباعثة على المغالبة قبل أَن تتبين بُطْلَانه ببرهان قَاطع وَأَيْضًا فَلَا تقبل عَلَيْهِ إقبال الْمُصدق بِهِ المستحسن إِيَّاه قبل علمك بِصِحَّتِهِ ببرهان قَاطع فتظلم فِي كلا الْوَجْهَيْنِ نَفسك وتبعد عَن إِدْرَاك الْحَقِيقَة وَلَكِن أقبل عَلَيْهِ إقبال سَالم الْقلب عَن النزاع عَنهُ والنزوع إِلَيْهِ إقبال من يُرِيد حَظّ نَفسه فِي فهم مَا سمع وَرَأى

1 / 93