حسن المداراة لمن جالسه , والرفق بمن ساءله , واستعمال الأخلاق الجميلة , ويتجافى عن الأخلاق الدنية. فأما أخلاقه مع مجالسيه: فصبور على من كان ذهنه بطيئا عن الفهم حتى يفهم عنه , صبور على جفاء من جهل عليه حتى يرده بحلم , يؤدب جلساءه بأحسن ما يكون من الأدب , لا يدعهم يخوضون فيما لا يعنيهم , ويأمرهم بالإنصات مع الاستماع إلى ما ينطق به من العلم. فإن تخطى أحدهم إلى خلق لا يحسن بأهل العلم , لم يجبهه في وجهه على جهة التبكيت له. ولكن يقول: لا يحسن بأهل العلم والأدب كذا وكذا , وينبغي لأهل العلم أن يتجافوا عن كذا وكذا , فيكون الفاعل لخلق لا يحسن , قد علم أنه المراد بهذا , فيبادر برفقه به , إن سأله منهم سائل عما لا يعنيه رده عنه , وأمره أن يسأل عما يعنيه , فإذا علم أنهم فقراء إلى علم قد غفلوا عنه أبداه إليهم , وأعلمهم شدة فقرهم إليه ,
Página 52