لقد تنافست العرب في الحلم والتغلب على الغضب، فأصبح الناري الطباع حليما، واسع الصدر، طويل البال، كما سنسمع من أخبارهم، وإليك ببعضها:
غضب زياد فأمر بضرب عنق رجل. فقال له ذاك الرجل: أيها الأمير، إن لي بك حرمة. فقال: وما هي؟ فأجاب الرجل: إن أبي جارك بالبصرة. قال: ومن أبوك؟ فقال الرجل: إني نسيت الآن اسم نفسي، فكيف لا أنسى اسم أبي؟
فبرد غضب زياد، ورد كمه على فمه وضحك، وعفا عنه.
قال رجل لرسول الله
صلى الله عليه وسلم : أي شيء أشد؟ فقال النبي: غضب الله، فقال الرجل: وما يباعدني من غضب الله؟ فأجابه الرسول: أن لا تغضب.
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أحد عماله: لا تعاقب وأنت غضبان، وإذا غضبت على أحد فاحبسه. فإذا سكن غضبك فأخرجه فعاقبه على قدر ذنبه، ولا تجاوز به خمسة عشر سوطا.
وقال الصحابي أبو ذر لعبده: لماذا أرسلت الشاة على علف الفرس؟
فقال: أردت أن أغيظك وأغضبك.
فقال أبو ذر: لأجمعن مع الغيظ أجرا، أنت حر لوجه الله تعالى.
وقال لقمان لابنه: ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاثة؛ الحليم عند الغضب، والشجاع عند الحرب، والأخ عند الحاجة.
Página desconocida