102

Noticias de los tiempos y quien fue devastado por los eventos y maravillas de las tierras

أخبار الزمان و من أباده الحدثان و عجائب البلدان¶ والغامر بالماء والعمران

Géneros

Historia

و[روي أنه] لما استسقى وفدهم بمكة ، ساروا في طريقهم فنودوا في طريقهم : إن عادا قد هلكوا عن آخرهم ، فاختاروا لانفسكم ، فاختار قيل أن يلحق بقومه ، فسار نحوهم فلقيته الريح فأهلكته ، واختار مزيد برا وصدقا وكان مؤمنا بهود عليه السلام ، فأعطي ما سأل.

واختار نعيم حياة ألف سنة لا يمرض ولا يهرم ، ولا تصيبه حاجة فأعطي ما اختار ، واختار لقمان عمر سبعة أنسر فأعطي ما أختار ، وكان يأخذ النسر فرخا يربيه حتى يهلك ، ثم يأخذ عند هلاك ذلك فرخا آخر ، فيفعل به كذلك ، حتى بلغ سبعة أنسر ، وكان آخرها لبد ، وقد ضربت العرب به الامثال في أشعارهم قال الاعشى :

ألم تر لقمان أهلكه

ما مر من سنة ومن شهر

وقال النابغة الذبياني :

أمست خلاء وأمسى أهلها انقرضوا

أخنى عليها الذي أخنى على لبد

ولما قسم نوح عليه السلام الارض بين بنيه جعل لسام وسط الارض ، والحرم وما حوله واليمن إلى حضرموت إلى عمان والبحرين إلى عالج إلى طرف بلاد الهند ، وكان هذا كله مدنا وقرى وحصونا وقصورا ومصانع وبساتين يتصل بعضها ببعض ، إلى ان سخط الله على قوم هود فأفسد كثيرا منها.

وجعل الله في ولد سام النبوة والبركة ، وجعل لحام بعض الشام ومصر إلى أعالي النيل وبلاد النوبة والبجة ، وأصناف السودان مع البحر الاحمر (1) إلى

Página 106