ملك لو ان الراسيات بحلعه
وزنت شوامخها إذا لأشالها
الحلم يملكه لدى سطواته
والجود يملك كفه ونوالها
لا يلتوى صدر الأمور ووردها
أبدا إذا ما البرمكى أجالها
وسليل يحيى جعفر وشبيهه
كالنعل تحذو كيف شئت مثالها
مازال بالبلد الشآم يسوسه
حتى روى فتيانه وأزالها
أحيا سبيل الحق في أطرافها
وأمات باطل أمرها وضلالها
وقال يمدح محمد بن جميل:
ثنث طرف عينيها صدور المصارم
وضنت بحاجات الصديق المكارم
لعمرى لقد لامت سعاد على الهوى
ولست الذي يصغى للامة لائم
دعينى ولذاتى أطعها فإننى
أبادر باللذات شيب المقادم
دعينى أكن إن غير الشيب لمتى
على ماضيات في الصبا غير نادم
فلا تسحتى بالعقل جهلى فإنما
شجون التصابى في بياض اللهازم
سيكفيك لومي إن بقيت تلون
من الرأس زحاف بسعي القوائم
يذكرنى نجدا وطيب عراصها
على ظمأ برد الرياح النواسم
ومفتولة الأعضاد تدمى أنوفها
تثنى المبانى في رءوس المخارم
تعارض زيتون البليخ بأذرع
سوابح في أمواج تلك المحارم
فيطوين بالأيدى مناشر أرجل
ويبسطن أثوابا بنسج المناسم
وكم خبطت من فحمة لدجنة
وجمرة وهاج من الصيف جاحم
إلى ابن جميل أفنت السير بالسرى
سراعا وأفناها دوام الديامم
أناخت بممنوع الحمى واسع الجدى
صبور على عض السنون اللوازم
يسوس إذا ساس الأمور بمحصد
من الرأي حلال عقود العزائم
Página 111