============================================================
أخبار قضاة مضر ولى القاضى/[224] أبو بكر أحمد بن عبيدالله بن محمد بن إسحاق تنيس .
وسارإليها يوم السبت سادس عشر صفر، ودخل إليها يوم الأحد، وقر سجله ، وحكم بن أهلها، واستخلف ولده بدمياط ، وحصل له القضاء بتنيس ودمياط وسائر أعمالها .
لما كان في آخر شهر ربيع الأول ، ظهر كوكب الذؤابة يسمى الرمح(1) من أفق المشرق فى السحر فى برج الحوت ، وأقام أياما يطلع على حالته ، وابن كيسون يذكره فى الحكم على ذوات الذوائب بحكم واسع مما جرت عليه تجارب العلماء، ويقول فى هذا الكوكب حكم كثير : أحدها يذكره أنه إذا طلع عمل سبة(2) في الدين ، وفساد حال المتدينين ، ونحوذلك.
فلما كان فى أول شهر ربيع الآخر، اتصل بنا أن رجلا يعرف بللزيلعى كان بمصر مات ، خلف مالا جزيلا ، وخلف بنتا طفلة وجارية أما للطفلة . فورثته ابنته ثم ماتت ، فانتقلت النعمة إلى أمها . فتطاولت إليها [الناس](2) بالخطبة . ثم خطبها قاضى القضاة عبدالحباكم بن سعيد بن سعيد الفارقى لبعض أسبابه ، فلم تجبه إلى ذلك . فوجه إلى ابعة من شهوده، منهم الشريف ابن حسان ، وابن الزلبانى ، وابن موسى بن مالك ، وابن التجيبى، وكتب عليها محضرا بأنها سفيهة ، ووضع يده على التركة . فهريت منه إلى دار الوزير صفى أمير المؤمنين وخالصته ، أبى القاسم على بن أحمد، أمتع الله به ، وأيده وعضده، وبهذه الألقاب لقبه أمير المؤمنين . وطرحت نفسها على جواريه ، فأنهوا (224ب) حالها إليه . ثم أحضرت إليه ، فعرفته ما جرى عليها . فأمرها بوضع محضر تركية لها، وبأخذ فيه خطوط من استوى لها من الشهود . ففعلت ذلك، وشهد لها فيه أبو الحسين.... وأبو الحسين بن مالك بن سعيد . وأتته به ، فأمر بإحضار قاضى القضاة، وأجرى عليه المكروه قولا وفعلا على ما فعل ، ووكل به بمئة دينار فى كل يوم . وأمر بحمل ما عنده من المال الذى أخذه في أيام ولايته الحكم، وهو يشتمل على جملة كثيرة ، لأنه كان له على ما ذكر خمسون ألف دينار فى السنة ، وكان أقام منذ ولايته إلى ان كانت هذه القصة أربع سنين وتمانية أشهر وأياما . ثم قبض على الأربعة الشهود، (1) لعله : الرامح (2) كذا قي ر، وفى ص : سنه:
Página 179