Noticias Afortunadas

Al-Zubayr Ibn Bakkar d. 256 AH
67

Noticias Afortunadas

الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار

Investigador

سامي مكي العاني

Editorial

عالم الكتب

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤١٦هـ-١٩٩٦م

Ubicación del editor

بيروت

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ: " عَجِبْتُ لِهَذِهِ الأَعَاجِمِ، مَلَكُوا أَلْفَ سَنَةٍ، لَمْ يَحْتَاجُوا إِلَيْنَا سَاعَةً وَاحِدَةً فِي سِيَاسَتِهِمْ، وَمَلَكْنَا مِائَةَ سَنَةٍ، لَمْ نَسْتَغْنِ عَنْهُمْ سَاعَةً حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ الْمَنْصُورُ لِجَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ حِينَ وَلاهُ الْمَدِينَةَ، بَعْدَ مَقْتَلِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ: " انْظُرْ مَنْ خَرَجَ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ قُرَيشٍ فَاسْجِنْهُ، وَمَنْ خَرَجَ مَعَهُ مِنَ الْعَرَبِ فَاجْلِدْهُ، وَمَنْ خَرَجَ مِنَ الْمَوَالِي فَاقْطَعْ يَدَهُ. حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: سَأَلَ مُعَاوِيَةُ عُرَابَةَ الأَوْسِيَّ، فَقَالَ: بِأَيِّ شَيْءٍ سُدْتَ قَوْمَكَ؟ قَالَ: «أَحْلُمُ عَنْ جَاهِلِهِمْ، وَأُعْطِي سَائِلَهُمْ، وَأَخِفُّ لَهُمْ فِي حَوَائِجِهِمْ، فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي، وَمَنْ زِدْتُ عَلَيْهِ فَأَنَا خَيرٌ مِنْهُ، وَمَنْ سَاوَانِي فَهُوَ مِثْلِي حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ،» أَنَّ أَيُّوبَ السِّخْتَيْانِيَّ كَانَ فِي مَجْلِسِ فِيهِ أَعْرِابِيٌّ، فَقَالَ لَهُ أَيُّوبُ: يَا أَعْرَابِيُّ لَعَلَّكَ قَدَرِيٌّ، قَالَ: وَمَا الْقَدَرِيُّ؟ قَالَ: فَأَخْبَرَهُ بِمَحَاسِنَ قَوْلِهِمْ. فَقَالَ: أَنَا ذَاكَ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا يَعِيبُ النَّاسُ مِنْ قَوْلِهِمْ، فَقَالَ: لَسْتُ بِذَاكَ، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَحَاسِنَ أَهْلِ الْإِثْبَاتِ. قَالَ: أَنَا ذَاكَ. ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا يَعِيبُ النَّاسُ مِنْ قَوْلِهِمْ، فَقَالَ: لَسْتُ بِذَاكَ. فَقَالَ أَيُّوبُ: هَكَذَا يَفْعَلُ الْعَاقِلُ يَأْخُذُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ أَحْسَنَهُ حَدَّثَنِي عَمِّي مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَزِينٍ الْخُزَاعِيُّ: سَمِعْتُ دَاوُدَ بْنَ عَلِيٍّ يَخْطُبُ حِينَ بُويِعَ لأَبِي الْعَبَّاسِ، وَهُوَ مُسْنِدٌ ظَهَرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ، فَقَالَ: شُكْرًا شُكْرًا، إِنَّا وَاللَّهِ مَا خَرَجْنَا لِنَحْتَفِرَ فِيكُمْ نَهْرًا، وَلا لِنَبْنِيَ قَصْرًا. أَظَنَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ؟ أُمْهِلُ لَهُ فِي طُغْيَانِهِ وَأُرْخِي لَهُ مِنْ زِمَامِهِ، حَتَّى عَثَرَ فِي فَضْلِ خِطَامِهِ. فَالْآنَ أَخَذَ الْقَوْسَ بَارِيهَا، وَعَادَتِ النِّبَالُ إِلَى النَّزَعَةِ، وَعَادَ الْمُلْكُ فِي نِصَابِهِ فِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ، أَهْلُ بَيْتِ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَنَسْهَرُ لَكُمْ وَنَحْنُ فِي فُرُشِنَا مِنَ الأَسْوَدِ وَالأَبْيَضِ، لَكُمْ ذِمَّةُ اللَّهِ وَذِمَّةُ رَسُولِهِ، وَذِمَّةُ الْعَبَّاسِ، لا وَرَبِّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ لا نُهِيجُ مِنْكُمْ أَحَدًا، ثُمَّ نَزَلَ

1 / 67