/ بسم الله الرحمن الرحيم . من عبد الله ووليه الإمام على أبى الحسن الظاهر لإعزاز دين الله أمير المؤمنين بن الإمام الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين ، إلى القائد الأجل عز الدولة وسنائها أبو الفوارس معضاد الظاهرى ، بارك الله لأمير المؤمنين افيه . أما بعد : فالحمد لله الذى شرف أهل طاعته على الأنام ، ونوه بأسمائهم فى الخاص والعام ، ووسمهم بسمات الاجلال والاعظام ، واتخذ منهم إبراهيم ، خليلا وهداه صراطا مستقيما ، وقرب موسى نجيا وكلمه تكليما ، وأيد عيسى بن مريم بروج القدس وكان شأنه عظيما ، وجعل محمدا خاتم النبيين ، وزاده على الأولين والآخرين تشريفا وتعظيما . فقال جل من قائل :
ﵟإن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماﵞ
. وإن أولى من رفع أمير المؤمنين له ذكره ، وعظم محله وشرف قدره ، وأوجب تقديه وأعز أمره، من عرف سداده وصوابه ، وألف فى الخدمة آجتهاده وانتصابه ، توكيدا لحرمة أواصره وأسبابه /، وكان الى حضرة الإمامة والخلافة اعتزاوه وانتسابه . ولما وجدك أمير المؤمنين بحقوق خذمته قاما ، ولألفة رجال دولته اظما ، وفى مصالح الجماعة ساعيا ، وعلى سنن الإخلاص فى الطاعة جاريا ، وألفاك نقى الجيب ، تقى الغيب ، بريا من العيب ، محميا من الريب ، ألوفا للعفاف والصيانة ، معروفا بالورع والديانة ، مع سوالفك الى تزيد على السوالف اختصاصا وفضلا ، ووسائلك التى تحكم لها الرعاية بمام الايجاب قسطا وعدلا ، وسوابقك المرضية عودا وبدءا ، المشكورة قولا وفعلا ، رأى آمير المؤمنين - وبالله التوفيق - آن يرفعك عن التسمية ، ويشرفك بالتكنية ، ويلقبك بالقائد الأجل عز الدولة وسنانها ، لما أوجبه الله لك من الاجلال والاعزاز والتسنية ، وأمر بأن تدعى بذلك وتخاطب ، وتكتب به عن نفسك
Página 45