كتبت ببغداد محاضر تتضمن القدح في نسب الخلفاء المصريين ونفيهم من الالتحاق بعلى بن
أبى طالب . وجمع سائر فقهاء بغداد وأشرافها وقضاتها وعزوا نسبهم فى الديصانية من
المجوس ، وسيرت المحاضر إلى البلاد وشنع عليهم بمقتضاها
سنة ست وأربعين وأربعمائة
فيها حدث بمصر وباء وغلاء ، فاستعان المستنصر بصاحب قسطنطينية ليحمل اليه الغلال
من بلاده ، فأطلق له أربعمائة ألف أردب فمات في أثناء ذلك . وملكت بعده امرأة فراسلت
المستنصر فى نصرتها إن قام عليها أحد فلم يجبها ، فعاقت عنه الغلال . فجهز المستنصر عسكرا
قدم عليه مكين الدولة الحسن بن على بن ملهم لقصد اللاذقية ، فخرج فى عساكر جمة
وحاصرها بسبب نقض الهدنة ومسك الغلال أن ترد من القسطنطينية ، وتبعهم بعسكر ثان
وعسكر ثالث ، ونودى فى سائر بلاد الشام بالغزو إلى بلاد الروم .
Página desconocida