Noticias de la Ciudad
أخبار المدينة
وذكر ابن زبالة ويحيى من غير طريقه عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بناء مسجده بالسميط لبنة لبنة، ثم إن المسلمين كثروا فبناه بالسعيدة، فقالوا: يا رسول الله لو أمرت من يزيد فيه، فقال: نعم، فأمر به فزيد فيه، وبني جداره بالأنثى والذكر (2)، ثم اشتد عليهم الحر فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فظلل، قال: نعم، فأمر به فأقيمت فيه سواري من جذوع النخل، ثم طرحت عليها العوارض والخصف والإذخر، فعاشوا فيه، وأصابتهم الأمطار، فجعل المسجد يكف (3) عليهم، فقالوا: يا رسول الله لو أمرت بالمسجد فطين، فقال: لا عريش كعريش موسى، فلم يزل كذلك حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان جداره قبل أن يظلل قامة، فكان إذا فاء الفيء ذراعا وهو قدمان يصلى الظهر، فإذا كان ضعف ذلك صلى العصر (4) وأسند ابن زبالة من طريق ابن جريج عن جعفر بن عمرو (1) قال: كان المربد لسهل وسهيل ابني عمرو فأعطياه رسول الله صلى الله عليه وسلم فبناه، وأعان أصحابه أو بعضهم بنفسه في عمله، وكان علي بن أبي طالب يرتجز وهو يعمل فيه، قال: وبناه النبي صلى الله عليه وسلم مرتين: بناه حين قدم أقل من مائة في مائة، فلما فتح الله عليه خيبر بناه وزاد عليه مثله في الدور (2) ونقل ابن زبالة أنه ترك ما يلي الشام من المسجد لم يزد فيه والله أعلم (3).
وأسند ابن زبالة عن خالد بن معدان قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن رواحة وأبي الدرداء ومعهما قصبة يذرعان بها المسجد، فقال: ما تصنعان؟ فقالا: أردنا أن نبني مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنيان الشام فيقسم ذلك على الأنصار، فقال: هاتياها، فأخذ القصبة منهما ثم مشى بها حتى أتى الباب، فدحا بها (4)، وقال: كلا، ثمام وخشيبات وظلة كظلة موسى، والأمر أقرب من ذلك، قيل: وما ظلة موسى؟ قال: إذا قام أصاب رأسه السقف (5).
Página 78