والغير واعلم بأنك لو في أي مزبلة كمنت قنبش بالصمصامة الذكر 80...
قرض بقرض كما أبداه مهذوكم للرجم شاعرك المطرود في الأثر
عن طيبة وكذا عن منبر قدما وموفق بقيام الخمس مزدهر
وعن وقوف لقد أمسى يفضله على جميع بباب الحجرة العطر
أعنى به حاطب الليل المخبط في هجائة خبط عشوا أقرع النظر
والمدعى طول باع في الفنون وفي تدوينها وعلوم الأنجم الزهر
ومن عليه أتى قول الذين مضوا محكما صادق الدعوى بلا نكر
تزين الشعر أفواه إذا نطقت بالشعر يوما وقد يزريه ذوبخر
عبيد درهمك الممحوق لا برحت في أصفريه رماح العي والحصر
ولا أراه بروق الحي من أضم نافيه مبعدة عن روضها النضر
مع أنه الوغد لما خاض أبحرها دلت على أنه في غاية القصر
وأن فجرا دعاه كاذب أبدا وبرقة خلب الزند غيرورى
وليس يعرف أكل الزنجبيل ولا يدرى حقيقة ذاك الطعم كالحمر
ولا لسبك القوافى من معادنها وسبك عسجدها من بوطة (1) الفكر
بويهم أنعام تنزه عن ذوق يفرق بين الدر والمدر
أنى له يجتنى أزهار روضتها أو يجتلى من محياها سنا القمر
ما ناله غير ما يعضى بحطته منها وما يزدريه بين كل سر
نعم ولوغ له في عرض سادته وغيرهم بلسان ماذق مزر
بما جلته له مرآة ذاتهم من كل وصف ذميم فيه مستتر
ولا عجيب فهذا شأن كل إناء ناضح بكباء فيه أو قذر
وشأن من بعيوب الطبع يشهد ما في الكون من عالم الأشباح والصور
وإنما عنه صفحا أضربوا وآبوا عن رميه بجمار الرجم في الفقر
حفظا لمقدارهم من كل ناقصة عنهم تسير بها الركبان في المصر
وصوت درهم المكنون خيفة لا يضيع في مزبلات البوم والبقر
ولو يكن في تعاطر الهجو منقبة أو فخرة يرتديها كل ذي حبر
Página 80