ولم يحم كلب منهم دون نفسه بل استسلموا كالبدن حين تقرب 52...
ويوم أتوا فيه إلى القلعة التي تحصن فيها أهلها وتجنبوا
وقد عزموا أن يفتحوها بزعمهم فداروا حواليها ومنها تقربوا
فما راعهم إلا وقد فتحت لهم وكر عليهم كل ليث مذرب
ففروا جميعا كالجراد وبعضهم لشدة ما يخشى على البعض يركب
وذبح منهم بضع عشرة فاجرا ومن على بعض وجمع مصوب
فعادوا حيارى لا يقر قرارهم وما منهم إلا كئيب مخيب
وذلك فضل الله يؤتيه من يشا وما النصر ألا منه وهو الملقب
ثلاثة آلاف من البدو غير من حماهم من السودان والكل محرب
يغيرون من خمسين من بعد عزمهم على الفتح والمقدور عنهم يحجب
فهذا وبال البغى والظلم والأذى ومن حارب الله العظيم سيغلب
وذاك بأنفاس الشريف وعزمه وهمته فهو المهاب المحبب
هو الملك المرضى في الناس حكمه وسيرته في العدل تتلى وتكتب
يحوط رعاياه برفق ورأفة فما مثله في الرفق أم ولا أب
حمى الحرمين الأعظمين بسيفه فدانت له أم القرى وهي أرحب
وعارضه في طيبة كل ظالم فعاملهم بالحلم كى يتهذبوا
فما زاجهم الا نفورا وجرأة على اله حتى حابوا وتصلبوا
فأنهوا لهزاع برد جنوده وفيهم بنوا الهيجا معد ويعرب
ويقدمهم من آل زيد عصابة وكلهم في حومة الحرب اشهب
فردهم عن قصدهم بعد معرك تحطم فيه السمر واليض تخضب
وذلك من جور الزمان وقهره يحار له لب اللبيب ويعجب
أتعدوا أسود من لؤى ابن غالب فيمنعها كل من البدو اجرب
ولا عجب فالحم لله وحده وكم حكمة في الكون عنا تغيب
ولا بدع أن يستدجوا ثم يؤخذوا كأخذه عادا وثمود فيذهبوا
فنرجوا لهم قتلا سريعا على يدى أبى النصر مسعود ليصفو مشرب
فيا ابن سعيد جد بنصر معجل فقد حاربت حرب وصدوا وأجلبوا
وصرح هزاع بإبطال حكمكم فما لم يذقوا السيف لن يتأوبوا...
Página 52