فالمراد سماء الدنيا، الثالث: أن الأفق في اصطلاحهم هو الخط الوهمي الحاجز بين السماء والأرض، وإن كان في اللغة يطلق على الناحية.
(قوله) في الجواب أيضا وذكرها بلفظ الجمع وخصه بسبع في عدة آيات، فالمراد بالجمع نحو قوله تعالى ﴿وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ﴾ هذه السبع يعني بالجمع الذي لم يصرح فيه بلفظ السبع يحمل على السبع هو كذلك.
(قوله) وعبر عنها بالطباق كما في آية سورة الملك المذكورة في السؤال وبالطرائق، فقال في أوائل سورة المؤمنين: ﴿ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق﴾ هو كذلك، أي: عبر عن السماوت السبع بما ذكر.
(قوله) وسمى هذه الطرائق حبكا على التشبيه، فقال في أوائل سورة "والذاريات": ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ وهي الطرائق المعهودة في الرمل - ممنوع بتاتا.
سارت مشرقة وسرت مغربا ... شتان بين مشرق ومغرب
وبيان ذلك: أن المراد بالحبك في الآية مدح السماء بما زينها الله تعالى به، لا أن المراد منها عدد السماوات كما ادعاه أولا، ولا أن المراد منها الطرائق المعهودة في الرمل كما ادعاه ثانيا، قال في القاموس: وحبك الرمل بضمتين حروفه، إلى أن قال: ومن السماء طرائق النجوم، وإليك ما يفسره به أهل اللسان: أخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس في قوله ﴿والسماء ذات الحبك﴾، قال: "حسنها واستواؤها". وأخرج أبو الشيخ وغيره عن ابن عباس أيضا في قوله ﴿والسماء ذات الحبك﴾، قال: "ذات البهاء والجمال كالبرد المسلسل". وأخرج ابن منيع عن علي بن أبي طالب، أنه سئل عن قوله ﴿والسماء ذات الحبك﴾، قال: "ذات الخلق الحسن". وأخرج ابن جرير وأبو
1 / 49