أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
Editorial
دار القلم
Número de edición
الثامنة
Año de publicación
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
Ubicación del editor
دمشق
Géneros
بين أيدينا نص واحد يثبته، بل إن المؤكد أن الرسول لم ينقل عنه أثر من نثر أو شعر قبل النبوة، وقبل أن يتنزل عليه القرآن الكريم.
٥- يفرط المستشرقون في اختراع العلل والأسباب والحوادث التي يدرسونها اختراعًا ليس له سند إلا التخيل والتحكم، ويزيد في فساد أسلوبهم هذا أنهم يتخليون أحداث الشرق والعرب والمسلمين وعاداتهم وأخلاقهم، بأوهامهم وخيالاتهم الغريبة البعيدة عن واقع حال الشرق والعرب والمسلمين، ولا يريدون أن يعترفوا بأن لكل بيئة مقاييسها وأذواقها وعاداتها.
وقد أحسن المستشرق الفرنسي المسلم "ناصر الدين دينيه" في حديثه عن أسلوب المستشرقين وموازينهم في الحكم على الأشياء، مما جعلهم يتناقضون فيما بينهم تناقضًا واضحًا في الحكم على شيء واحد، كل ذلك لأنهم حاولوا أن يحللوا السيرة المحمدية وتاريخ ظهور الإسلام بحسب العقلية الأوروبية، فضلوا بذلك ضلالًا بعيدًا، لأن هذا غير هذا، ولأن المنطق الأوروبي لا يمكن أن يأتي بنتائج صحيحة في تاريخ الأنبياء الشرقيين.
قم قال: إن هؤلاء المستشرقين الذين حاولوا نقد سيرة النبي بهذا الأسلوب الأوروبي البحث، لبثوا ثلاثة أرباع قرن يدققون ويمحصون بزعمهم، حتى يهدموا ما اتفق عليه الجمهور من المسلمين من سيرة نبيهم، وكان ينبغي لهم بعد هذه التدقيقات الطويلة العريضة العميقة أن يتمكنوا من هدم الآراء المقررة والروايات المشهورة من السيرة النبوية،فهل تسنى لهم شيء من ذلك؟
الجواب: أنهم لم يتمكنوا من إثبات أقل شيء جديد، بل إذا أمعنا النظر في الآراء الجديدة التي أتى بها هؤلاء المستشرقون، من فرنسيين وإنكليز وألمان وبلجيكيين وهولنديين وغيرهم لا نجد إلا خلطًا وخبطًا، وإنك لترى كل واحدٍ منهم يقرر ما نقضه غيره من هؤلاء المدققين بزعمهم، أو ينقض ما قرره.
1 / 148