أجنحة المكر الثلاثة
أجنحة المكر الثلاثة
Editorial
دار القلم
Número de edición
الثامنة
Año de publicación
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
Ubicación del editor
دمشق
Géneros
وتتفق، ويدعم بعضها بعضها، وأن يكون المتأخر منهما متممًا للسابق، وهذه هي حقيقة الدين الرباني، الذي أرسل الله لتبليغه للناس رسلًا تترى، وختمهم بمحمد بن عبد الله.
الرابع: التشكيك في صحة الحديث النبوي الذي اعتمده علماء المسلمين المحققون، ويتذرع هؤلاء المستشرقون بما دخل على الحديث النبوي من وضع ودس، متجاهلين تلك الجهود التي بذلها علماء المسلمين لتنقية الحديث الصحيح، مستندين إلى قواعد بالغة الدقة في التثبت والتحري، مما لم يعهد عندهم في ديانتهم عشر معشاره في التأكد من صحة الكتب المقدسة عندهم.
والذي حملهم على الشطط في دعواهم هذه ما رأوه في الحديث النبوي الذي اعتمده علماء المسلمين من ثروة فكرية وتشريعية مدهشة، وهم لا يؤمنون بنبوة الرسول محمد، فادعوا أن هذا لا يعقل أن يصدر كله عن رجل واحد أمي، إنما هو عمل المسلمين خلال القرون الثلاثة الأولى، فالعقدة النفسية عندهم هي عدم تصديقهم بنبوة محمد، ومن هذه العقدة تنبعث تخبطاتهم وأوهامهم.
الخامس: التشكيك في قيمة الفقه الإسلامي الذاتية، ذلك التشريع العظيم الذي لم يجتمع مثله لجميع الأمم في جميع العصور. لقد سُقط في أيديهم حين اطلاعه على عظمته وهم لا يؤمنون بنبوة محمد، فلم يجدوا بدًا من الزعم بأن هذا الفقه مستمد من القانون الروماني، أي: أنه مستمد من الغربيين، وقد بين علماء المسلمين الباحثون تهافت هذه الدعوى وفيما قرره مؤتمر الفقه المقارن المنعقد بلاهاي من أن الفقه الإسلامي فقه مستقل بذاته وليس مستمدًا من أي فقه آخر، ما يفحم المتعنتين منهم، ويقنع المنصفين الذين لا يبغون غير الحق سبيلًا.
السادس: التشكيك في قدرة اللغة العربية على مسايرة التطور العلمي، لتظل الأمة العربية المسلمة عالة على مصطلحات الغربيين، وبذلك تشعر هذه الأمة بفضل الغربيين وسلطانهم الأدبي.
1 / 140