[chapter 1]

المقالة الأولى من كتاب الأجنة لبقراط

| المقالة الأولى من كتاب الأجنة لبقراط

الحد يعدل في جميع الأشياء ويكمل كل شيء فلذلك يقول إن منى الإنسان يجري من جميع الأعضاء الصحيحة القوية التي في الإنسان فيسيل وينزل في المجاري.

إن المنى يخرج من جميع الأعضاء الصحيحة فيمر في الرحم نعما.

إنه إذا جرى المنى وخرج منا عند إرادتنا في الجماع أحسسنا بالضعف.

Página 31

أما العروق والعصب فإنها تمتد من الجسد كله إلى الذكر وتلك العروق والعصب إذا تحرك وامتلأت وسخنت وقع فيها شيء شبيه بالحكة ثم تقع في الجسد كله لذة وتسخنه وتهيج الحرارة الشهوة في جميع الأعضاء وتمتد قصبة الذكر وتطول قائمة وتمتلئ وتتحرك الأعضاء كلها وتسخن الرطوبة وتنفتح أعضاء الجسد كلها ويخرج منها رطوبة مثل الرغوة من شدة الحرارة التي ثارت من القلق والحركة عند احتكاك الذكر والفرج كما أن الأشياء الرطبة إذا أكثر تحريكها أو علاجها أو دلك بها خرج منها رطوبة مثل الرغوة أو مثل الزبد فكذلك أعضاء الإنسان أيضا يخرج منها عند الحركة للجماع رطوبة قوية رغوية من شدة الحركة فيجري إلى مخ عظم الظهر الذي يسمى النخاع.

إنه يمتد الذكر ويقوم وذلك لأن الذكر يمتلئ من المادة التي تسيل من جميع الجسد بالحرارة التي تشتمل من الحركات ومن قبل العنصر الذي ينفرغ من جميع الأعضاء.

إن المنى ينزل من العروق التي خلف الأذنين وإن قطعت هذه العروق انقطع منى صاحبها.

إذا نزل المنى من الدماغ ووصل إلى مخ عظم الظهر يمر فيه ثم ينزل في مجاري له إلى الكليتين في العروق الآخذة هنالك أعني التي لا تنزل إلى أسفل ولكنها تصعد إلى الكبد وهي التي إن أصابها شيء من الأوجاع يسيل منها دم فإن كان في الكليتين خرج فإنه ربما خلط الدم ثم ينفذ من الكليتين إلى بين الخصيتين حتى يقع في الذكر في غير مجاري البول.

Página 32

أما المنى الذي يجري ويخرج في المنام بالاحتلال فإنه إنما يجري إذا كثرت الرطوبة التي هي عنصره وسخنت جدا ونفشت فنزلت من ضعف أو من سبب آخر فعند ذلك يرغي ويخرج في مجاري المنى كما يخرج في الجماع لأن الرطوبة تحس بشبه الجماع.

إذا انصبت الرطوبة في جميع الجسد من قبل التعب أو من قبل شيء آخر فلطفت من بعد انصبابها يعرض الاحتلام.

إني لست أريد الآن أن أقول فيما يكون في الاحتلام وأوجاع الجسد وما يكون منها ولماذا يكون.

[chapter 2]

إن الخصيان لا يقدرون على الجماع لأن طريق المنى مقطوع مسدود فإذا بلغ المنى إلى ما هنالك رجع إلى خلفه لأنه إنما طريقه في الخصى والعصب الرقاق التي على الذكر مسدودة وفيها يجري وينزل إلى الذكر فإذا قطعت الخصى والذكر انسدت مجاري المنى فلا يقدر صاحبها على الجماع.

فأما المنى فإنه ينزل من الدماغ فيجتمع في الخصى فإذا جامع الرجل جرى من الخصى إلى الذكر وخرج.

Página 33

إنه ليس الخصيان وحدهم لا يقدرون على الجماع ولكن الذين تنسد مجاري منيهم وتمتلئ لا يقدرون على الجماع أيضا لأن تجويف مجاري منيهم يمتلئ وينسد تجويف الخصى التي يجتمع فيها المنى ويصلب العصب الذي يوتر الذكر فيصير بلا حس ولا فعال لامتلاء تجويف الخصى فهذا سبب الذين لا يقدرون على الجماع لأن خصاهم ترض فإذا رضت لم يقبل إليها المنى لأن تجويفها يفسد.

فأما الذين يقطع لهم العروق التي خلف آذانهم فإنهم يجامعون ويشتهون ولكن جماعهم ضعيف ولا يحبل منيهم لأن المنى إنما ينزل من الدماغ في العروق التي خلف الآذان إلى مخ عظم الظهر فإذا قطعت هذه لم ينزل المنى.

أما الصبيان فإني أقول فيهم إنما لهم عروق دقاق ممتلئة لا يقدر المنى أن ينزل فيها وليست حركاتهم وشوقهم إلى الجماع مثل الرجال.

إن الأجساد التامة هي واسعة المسام ويشهد على ذلك الشعر الذي فيها.

Página 34

فأما أجساد الصبيان فإنها منقبضة ضيقة المسام ويشهد على ذلك الشعر لأنه لا ينبت في أجسادهم حتى تتم من أجل ضيق مسامها وانقباضها.

إن حركة الجماع والشوق إليه ليسا في الصبيان مثلهما في الرجال لأن الصبيان عروقهم ممتلئة وليس فيها قوة المنى مثل ما في عروق الرجال التي ينزل فيها المنى قبل حركة الجماع.

إن العنين ليس له منى محبل من أجل انقباض آلات منيها وضيقها.

والجواري الأبكار لا يطمثن حتى يشببن لضيق آلات الطمث وانقباضها.

إن الجواري والصبيان إذا كبروا تمتد عروق الصبيان على ذكورهم وتمتد عروق الجواري على أرحامحن فتنفتح أفهاهها إذا كبرت ويتسع الطريق والمجاري وتتحرك الرطوبة فإذا تحركت الرطوبة فوجدت موضعا واسعا جرت فيه فهذه صفة الصبيان والجواري أيضا على هذه الحال يطمثن.

[chapter 3]

إني قلت إن المنى المولد الذي يجري من جميع الجسد يخرج من جميع ما في الجسد أعني الصلبة واللينة والرطبة.

Página 35