استولى على مكة ثم المدينة، فكلف المأمون لحربه (هارون بن المسيب) الذي هزم هو وجنوده من قبل الإمام محمد بن جعفر، ثم كثف المأمون الجنود العباسية لحرب الإمام فحوصر وأصحابه في جبل (ثبير) بالحجاز فسألوه الهدنة فأبى ذلك، فشددوا الحصار عليه حتى اضطروا أصحابه للتفرق عنه، فنزل على القوم، وأمنوه وأرسلوه إلى خراسان فلقيه المأمون بأنصاف مع خوفه من مهابته والتفاف الطالبيين لديه اضطر إلى أن يدس له السم فتوفى بجرجان، وأظهر عليه المأمون حزنا، وحمل جنازته مع من حمل، ونزل إلى قبره وسوى لحده، ثم نهض وقضى جميع ديونه التي تجاوزت خمسة وعشرين مثقالا(1).
وكان رحمه الله عابدا فاضلا، شجاعا عالما، جمع خصال الكمال، وكان يصوم يوما ويفطر يوما، وما علم أن خرج برداء ورجع به حياته، بل يتصدق به ويهبه، فعليه وعلى آبائه السلام.
Página 36