1
الذي كان له على أخلاقه تأثير جليل، ونثر درره الغالية في جريدة فرنكفرتر جلرتن أنزيجبن
Frankfurter Gleherten Anzeigen
فأتحف بها ألمانيا كلها زمنا ليس بالقليل. وفي عام 1772 أتم رواية جوتز فون برلشنجن
Gottz Von Berlichingen
اتبع فيها أسلوب شاكسبير وروحه الحرة، نابذا تقيدات أدباء الفرنسيس حينذاك، فتلقتها الأمة بالترحيب، وهي في ذلك الوقت ناقمة على المبدأ القديم
Classique ، ثائرة ضد السلطة التي أخذت تنحدر في مهاوي السقوط، وفي الرواية من الغمز والطعن في تقاليد وعادات ذلك العصر ما فيها. وفي نفس هذه السنة ألقى عصاه بمدينة وتزلار ليتدرب على الأعمال القانونية، وهناك أحب شارلوت رف
Charlotte Ruff ، صبية حسناء، يتيمة الأم، ناهد في ميعة الشباب، خلبت فؤاد الشاعر - دون أن تدري - عيناها الجميلتان، وكانت خطيبة هركاستنر كاتم أسرار إحدى السفارات بهانوفر، فيئس جيته من حبه العقيم، وفر هاربا إلى بلده دامي الفؤاد، قريح الجفن، مسلوب اللب، ينثر من عينه الدمع، ومن قلمه الشعر، فألف هذه القصة التي بين أيدينا اليوم، وأسماها «أحزان فرتر»
Die Leiden des Jungen Werthers . وما أتمها حتى كانت شارلوت في شهر العسل مع كاستنر، فأهدى كلا منهما نسخة منها، طالبا أن يكتبا إليه برأيهما منفردين، وفي أكتوبر عام 1774 طبعت «أحزان فرتر»، فتلقاها الشعب الألماني وأوروبا كلها بالإكبار، وبلغ بها جيته ذروة مجده، وصافحت شهرته شهرة أبطال العالم العظماء، وعنه قال كارليل بعد قراءة الرواية: «لقد شعر تماما في قلبه الحساس بما يخفق له كل فؤاد، ثم أبرزت عبقريته كشاعر هذا الشعور في صورة ملموسة وبيان جلي، وكذا صار خطيب جيله المفوه، وما فرتر إلا صرخة الألم العميق الذي انحنى تحته كثير من المفكرين والعظماء في عصر ما، بل هو صورة الشقاء، وأنة الشكوى المرة التي تجاوبها الأصوات، ويرن صداها في القلوب من جميع أنحاء أوروبا.»
وله غير فرتر رواية «فوست
Página desconocida