Ahsahu Allah Wa Nasuh
أحصاه الله ونسوه
Editorial
دار القاسم
Géneros
القديمة، وتقرر إرساله في بعثة إلى أوربا فأراد حضرة السلطان حسين ﵀ أن يكرمه بعطفه ورعايته، فاستقبله في قصره استقبالا كريما، وحباه هدية قيمة المغزي والمعنى.
وكان من خطباء المساجد التابعين لوزارة الأوقاف، خطيب فصيح متكلم مقتدر، هو الشيخ محمد المهدي خطيب مسجد عزبان، وكان السلطان حسين ﵀ مواظبا على صلاة الجمعة.
فصلى الجمعة يوما ما، بمسجد المبدولي القريب من قصر عابدين العامر، وندبت وزارة الأوقاف ذلك الخطيب لذلك اليوم وأراد الخطيب أن يمدح عظمة السلطان، وأن ينوه بما أكرم (الشيخ طه حسين) وحق له أن يفعل، ولكن خانته فصاحته وغلبه حب التعالي في المدح، فزل زلة لم تقم له قائمة من بعدها.
إذ قال أثناء خطبته جاءه الأعمى فما عبس في وجهه وما تولى، وكان من شهود هذه الصلاة والدي الشيخ محمد شاكر وكيل الأزهر سابقا ﵀ فقام بعد الصلاة يعلن الناس في المسجد أن صلاتهم باطلة، وأمرهم أن يعيدوا صلاة الظهر فأعادوها، ذلك بأن الخطيب كفر بما شتم رسول الله ﷺ تعريضا لا تصريحا، لأن الله سبحانه عتب على رسوله ﷺ حين جاءه ابن أم مكتوم الأعمى، وهو يحدث بعض صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام.
فأعرض عن الأعمى قليلًا حتى يفرغ من حديثه فأنزل الله
1 / 93