Ahmad Curabi, el líder difamado
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Géneros
وظفر أحمد عرابي بالدستور، ثم التفت بعد الدستور إلى الإصلاح الاجتماعي في ظل هذا الدستور، ثم رأى الإنجليز يتربصون به وبمصر، فأخذ يعد العدة للمقاومة، ولسوف يجد الجد فتجتمع فيه آمال أمة وتتمثل فيه بطولة شعب يطلب الكرامة، ويرى التاريخ لأول مرة مصريين من صميم قرى مصر يخوضون الحرب في سبيل مبادئ سامية.
فماذا كان يطلب منه أكثر من ذلك ليعترف له خصومه بالزعامة والبطولة؟ أكل ذنبه عندهم أنه هزم؟ ألا ما أصدق قول القائل: «ولام المخطئ الهبل.»
على أن الخيانة والخنوع من جانب فريق من المصريين كما سنرى من الحوادث هي التي سوف تودي به وبحركته ...
ولو أن عرابيا انتصر يوم التل الكبير، أو لو أن الخديو كان في صفه وكان المصريون جميعا من ورائه وواتاه الحظ فظفر برد الإنجليز عن مصر، أكان يجد بنو مصر في تاريخهم رجلا قبله يستحق أن يقرنوه به؟
ألا إن خصوم هذا الرجل إنما يخاصمونه لأنهم يجهلونه فليقرأوا تاريخه في غير تحيز وليطرحوا من نفوسهم ما بثه فيها الاحتلال، ومن أضلهم عن الحق الاحتلال ...
مراوغة وتربص
جدير بنا ألا ننسى ما أسلفنا الإشارة إليه في أكثر من موضع، ألا وهو موقف الدولتين إحداهما من الأخرى موقف المراوغة والمداراة، ذلك الذي كان طرفاه أول الأمر جمبتا وجرانفل.
ولقد تغير هذا الموقف تغيرا أساسيا من جهة فرنسا حينما حل دي فرسنيه في الحكم محل جمبتا، وذلك أن هذا الرجل قد انتهج في المسألة المصرية نهجا جديدا ما لبث أن بينه لإنجلترا حين ولي الحكم ...
وقد ألقيت إلى فرسنيه مقاليد الحكم كما ذكرنا قبل أن يخلف البارودي شريفا بخمسة أيام، فكتب إلى الحكومة الإنجليزية أنه لا يميل إلى أي تدخل عسكري في مصر، سواء أكان هذا التدخل من جانب إنجلترا وفرنسا مجتمعين، أم من جانب كل منهما على حدة، وأنه كذلك يرفض كل الرفض أن يقر أي تدخل من جانب الباب العالي.
ولعل جرانفل قد رأى فيه سياسة فرسنيه ما يسهل عليه الوصول إلى غرضه، مع ما قد يبدو لأول وهلة من أنها تؤدي إلى عكس ذلك، وذلك لأنه يستطيع الآن أن يلزم دي فرسنيه بسياسته التي وضعها بنفسه، بينما يلتمس هو الأسباب لتتدخل حكومته بمفردها، ولن يعدم أن يتخذ من الحوادث مبررا لتدخله، فإن لم يجد فما أيسر خلق الحوادث واستغلالها ... حتى إذا سنحت الفرصة أفلت من فرنسا وانقض على الفريسة وحده.
Página desconocida