Ahmad Curabi, el líder difamado
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Géneros
ولم يكن لعرابي من سلطان علي عمر لطفي؛ إذ كان هذا بعد استقالة البارودي يتلقى الأمر من الخديو مباشرة، وقد ثبت أنه لم يتصل بعرابي عند وقوع المأساة حتى يمكن أن يقال إن عرابي تراخى في الإشارة عليه بما يجب أن يعمل.
هذا وقد أعاد الجيش الأمن إلى المدينة بأمر من عرابي بمجرد أن علم بالنبأ، ومما هو جدير بالنظر أنه لم يحدث بعد ذلك في المدينة حتى وقعت الحرب أي شغب منذ أن تدخل الجيش وفطن الحزب الوطني إلى الدسيسة.
ولقد كان وقع النبأ إليما في نفس عرابي ونفوس أصحابه، حتى إن عرابيا ظل صامتا مكتئبا يضغط بيده على قلبه ويتنهد تنهدات طويلة.
11
واهتم عرابي بالتحقيق اهتماما كبيرا يتضح ذلك فيما أرسله إلى سليمان سامي إذ يقول: «لست تجهل أهمية مركزك في الوقت الحالي فيما يتصل بلجنة التحقيق، وذلك لأن أعضاء اللجنة ليسوا كما تعلم مساوين في العدد لأولئك الذين يهمهم شرف الجيش والأمة، وهذا يجعل من الضروري أن تتخذ كل الحذر أثناء التحقيق، وأن تعمل على كشف الدافع الحقيقي إلى هذه الفتنة.»
والأمر كما نذكر لا يحتاج إلى كثير من القول ولا إلى قليل لبيان موقف عرابي وحزبه، فإذا أراد المرء أن يبحث عمن ارتكب جريمة ما فلينظر من له مصلحة في اقترافها، ولقد كان في هذه المأساة الضرر كل الضرر على عرابي وعلى قضية الحزب الوطني. •••
يأتي بعد ذلك الكلام عن موقف الإنجليز من المأساة، وأول ما نذكره أن ذلك المالطي الذي قتل السيد العجان كان أخا لخادم مستر كوكسن، وقد يكون ذلك من قبيل المصادفات، ولكنه لا يمنع من القول بأنه تجرأ على الطعن لما كان يعلمه من نية مبيتة بينه وبين أشباهه من المالطيين.
وكذلك نذكر أنه كان بين القتلى رجل يدعى ستراكت، وكان يعمل خادما للسير بوشمب سيمور أدميرال الأسطول، وقد أقسم هذا الأدميرال العظيم الذي جاء لضرب الإسكندرية أن يثأر من أهل المدينة لمصرع خادمه.
12
على أن هناك من الشبهات والقرائن ما هو أهم وأقوى من هاتين القرينتين، وحسب المرء أن يقلب صفحات الكتاب الأزرق ليرى أنه تلقاء يقين لا يخالطه شك ...
Página desconocida