Ahmad Curabi, el líder difamado
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Géneros
10 ...
وذكر بلنت في كتابه هذه المؤامرة وأكدها، وكذلك ذكر أحمد رفعت بك في تقرير كتبه في سجنه ...
ويقول روثستين: «في هذا اليوم وقعت بالإسكندرية مذبحة الأجانب التي دبرها الخديو ومحافظ المدينة عمر باشا لطفي، وقام بها رجال البوليس وجماعة من الفتاك المستأجرين، وهي مثل صحيح لما يقع في زمننا هذا من مذابح اليهود المدبرة ...
لقد كان الخديو يعلم حق العلم أن هيجة صغيرة تقع بمصر إنما هي ضالة السياسة البريطانية التي ما برحت تنذر بأشد الويل للأجانب إذا لم يقض على «الفوضى» التي يؤيدها حزب سامي وعرابي بنفوذه «العسكري». وفي 31 مايو، وليس قبل، أنهى السير إدوار مالت إلى اللورد جرانفل أن المسلمين والمسيحيين قد يصطدم بعضهم ببعض وقتا ما، وقد رأينا أن ذلك أدى إلى تعزيز الأسطولين ...
ومع هذا فإن الخديو باطلاع مستشاريه الأجانب، أو بغير اطلاعهم قد عقد العزم على أن يتعجل تلك الفتنة المنشودة بشيء من الكياسة ولطف الحيلة إذا كان سير الحوادث الطبيعي لا يعجل وقوعها. ولكن ترى أين تقع هذه الفتنة؟ إنها إذا وقعت في القاهرة فلا تؤمن عاقبتها على الإطلاق. ففي القاهرة عرابي ورفاقه، وفي القاهرة الجيش الذي يستطيع أن يقطع دابر الفتنة في طرفة عين، أما إذا وقعت في الإسكندرية فإنها يكون لها شأن آخر. فمحافظ المدينة هو عمر باشا لطفي الذي كان وطني الميل زمنا ما، والذي رشحه الخديو لنظارة الحربية في فترة اليوم التي أعقبت استقالة وزارة سامي، فأصبح من مصلحته أن يعمل على سقوط عرابي.»
وقال اللورد تشرشل بعد أن أشار إلى برقية توفيق الخطيرة إلى عمر لطفي: «إن لدي أدلة على أنه أثناء الأسبوع التالي، أرسل حيدر باشا ابن عم الخديو مرتين إلى الإسكندرية، وكان يلقاه الخديو عقب عودته تحت ستار الليل، وقد ثبت أن حيدر هذا نفسه كان حاضرا بالإسكندرية يوم الفتنة ومنها سافر إلى القاهرة عقب الحادث مباشرة.»
وأورد أحمد رفعت بك مثل هذه الرواية عن حيدر باشا، وزاد عليها أنه صحب الخديو بعد ذلك عند سفره إلى الإسكندرية ...
ولا يفوتنا ونحن في صدد الكلام عن صلة توفيق بالمأساة أن نشير إلى برقيته الخطيرة إلى عمر لطفي، التي طلب إليه فيها أن يختار لنفسه، هل يكون معه، أم يكون مع عرابي ...
كذا لا يفوتنا أن نشير هنا إلى ميله لإنجلترا وقبوله المذكرة المشتركة الثانية، وإلى رغبته في التخلص من عرابي وحزبه بأي ثمن ...
وقد ذكر أحمد رفعت بك فيما ذكره عن المأساة بعد نفيه من مصر: «في يوم الأحد الموافق 11 يونية كان المندوب العثماني درويش باشا، الذي وصل إلى مصر قبل ذلك بثلاثة أيام، يقطع في عربته الطريق بين قصر الجزيرة وجسر قصر النيل، وكان قد لقي في مقره عرابي باشا والوزراء المستقيلين لقاء طويلا، وكان متجها إلى قصر الإسماعيلية حيث كان يقيم الخديو ليفضي إليه باتفاق كان يؤدي كما قيل إلى صلح بين الخديو والوزراء.
Página desconocida