Ahmad Curabi, el líder difamado
أحمد عرابي الزعيم المفترى عليه
Géneros
ونشط مالت وأعوانه من جديد يذيعون أسوأ الأنباء عن مصر، وبخاصة عن عرابي وحزبه، حتى لقد وقف جرانفل في مجلس اللوردات في اليوم الخامس عشر من شهر مايو سنة 1882 يتوعد مصر ويتهددها، ويصرح في غير حياء منه مما يكذب به على العالم أن النواب والأمة جميعا في جانب الخديو!
وكانت أكبر دعوى يدعيها مالت أن في ازدياد نفوذ الحزب العسكري أكبر خطر على حياة الأوربيين، وأن نفوذ هذا الحزب قد بلغ أقصى ما يصل إليه من زيادة، والواقع أن مالت لم يكن يهمه ما قد يتعرض له الأوربيون من خطر حسب مزاعمه، وإنما كان يهمه الوصول إلى غرضه بأي ثمن ولو ذهبت في سبيل ذلك بعض الأرواح، تجد الدليل على ذلك في رده على جرانفل حين سأله قبل إرسال الأسطول هل يكون في ذلك العمل خطر على الإنجليز والفرنسيين في مصر فقد أجابه قائلا:
1 «يشرفني أن أبلغ فخامتكم أني أنا وزميلي الفرنسي نرى أن ما في وصول الأسطول المشترك إلى الإسكندرية من الفائدة السياسية كبير جدا، يفوق في أهميته الخطر الذي يمكن أن يصيب بسببه من في القاهرة من الأوربيين.»
ويعلق روثستين على هذا الرد الذي أخفته الحكومة الإنجليزية بقوله: «إن الذي نريد أن نقوله هو أن هذه الرسالة أكبر دليل على سياسة السير إدوارد مالت وبره بالإنسانية. ولا ريب أنه لم يكن يقصد إظهارها. وإن الإذن بنشرها فيما بعد لمما يؤخذ مرة أخرى على مقدرة اللورد جرانفل السياسية، وإن فيها دليلا واضحا على أن كل ما كانوا يخافونه من الأخطار التي يتعرض لها الأوربيون بسبب السيادة العسكرية كان كله زورا وبهتانا ولا غاية منه إلا تهيئة السبيل للتدخل المسلح. ومهما يكن من شيء فإن الأمر لا يخرج عن إحدى اثنتين: فإما أن تكون هذه المخاوف كلها لا أصل لها، وعندئذ تتبين لنا مقدرة السير إدوارد مالت السياسية، وإما أن تكون قائمة على أساس ثابت وعندئذ يتبين لنا مقدار بره بالإنسانية. وسواء أكانت هذه أم تلك فإن ما قاله السير إدوارد مالت كاف للحكم عليه بأنه من أحط طبقات الساسة الدساسين.»
وكان بلنت لا يزال يسعى سعيه في إنجلترا، فلما أعلن جرانفل تصريحه أبرق بلنت إلى عرابي في اليوم السادس عشر من مايو يقول: «ذكر لورد جرانفل في البرلمان إن سلطان باشا والنواب قد انحازوا إلى الخديو ضدك، فإن كان هذا غير صحيح فاطلب إلى سلطان باشا أن يرسل إلي تكذيبا، إذا تضامنتم فلا خوف عليكم ... ألا يمكنكم إقامة وزارة يرأسها سلطان؟ على أية حال عليكم بالثبات.»
وأبرق إلى سلطان في الوقت نفسه يقول: «أعتقد أن كل من يحبون مصر يجب أن يتحدوا، لا تختلف مع عرابي، إن الخطر جسيم.»
وكذلك أبرق بلنت إلى كل من بطرس باشا وأبو يوسف ومحمود باشا الفلكي والشيخ محمد عبده والشيخ الهجرسي وعبد الله نديم يقول: «هل الحزب الوطني في جانب عرابي الآن؟ الحكومة الإنجليزية تدعي غير ذلك. إذا اختلفتم ضمتكم أوربا.»
ورد سلطان على بلنت فقال: «زال الخلاف الذي كان بين الخديو والوزارة ولم يبق له أثر. كلنا متفقون على المحافظة على الأمن والسلام وعلى مناصرة الوزارة الحاضرة.»
وتلقى بلنت كذلك برقية من الشيخ الإمبابي شيخ الجامع الأزهر نصها: «من الشيخ الإمبابي شيخ الإسلام، سوي الخلاف بين الوزارة والخديو، والحزب الوطني راض عن عرابي، والجيش والأمة متحدان.»
وأبرق إليه الشيخ محمد عبده بما لا يخرج عما جاء في برقية الشيخ الإمبابي، كما يشير إلى ذلك بلنت في كتابه ...
Página desconocida