Sueños de mi padre: Una historia de raza y herencia

Barack Obama d. 1450 AH
28

Sueños de mi padre: Una historia de raza y herencia

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

Géneros

وأكثر من مرة، قالت أمي لجدتي إنه لا ينبغي أن يفلت البنك من العقاب على سياسة التفرقة الجنسية الصارخة التي يتبعها. لكن جدتي كانت تستخف بملاحظات أمي وتقول إن كل شخص بإمكانه أن يجد سببا للشكوى من شيء معين. ولم تشتك جدتي قط، وكل صباح كانت تستيقظ في الخامسة صباحا، وتبدل الموو موو - رداء النساء التقليدي في هاواي - غير المهندم الذي كانت ترتديه في المنزل، وترتدي بذلتها الأنيقة وحذاء عالي الكعب. وتضع المساحيق على وجهها، وترتدي مشدا للوسط (كورسيه)، وتزين شعرها الخفيف ثم تستقل حافلة السادسة والنصف صباحا لتصل إلى مكتبها في وسط المدينة قبل الجميع. ومن حين لآخر، كان يأخذها التفاخر بعملها رغما عنها وتستمتع بإخبارنا بالقصة الخفية وراء الأخبار المالية المحلية. وعندما كبرت أسرت إلي بأنها لم تتوقف قط عن الحلم بمنزل له سياج خشبي أبيض، وقضاء الأيام وهي تخبز أو تلعب البريدج أو تعمل متطوعة في المكتبة المحلية. وقد فاجأني هذا الاعتراف؛ إذ إنها نادرا ما كانت تعبر عن أمنياتها أو الأشياء التي تندم عليها. قد يكون صحيحا، أو لا يكون، أنها كانت ستفضل الحياة البديلة التي تخيلتها لنفسها، لكني أصبحت أفهم أن حياتها المهنية كانت في وقت لم يكن فيه عمل الزوجة خارج منزلها مصدرا للتباهي، سواء لها أو لجدي، وأنه لم يكن يمثل إلا سنوات تضيع، ووعودا تتحطم. والشيء الذي كانت جدتي تعتقد أنه يجعلها قادرة على الاستمرار هو احتياجات أحفادها، والجلد الذي كان يتميز به أجدادها.

فقد قالت أكثر من مرة: «المهم حقا يا باري، هو أنكم بخير أيها الأولاد.»

هكذا أصبح جدي وجدتي يعيشان. كانا لا يزالان يعدان طبق الساشيمي للضيوف الذين أصبحوا قليلي التردد على منزلهما. وكان جدي لا يزال يرتدي قميص هاواي عند ذهابه إلى المكتب، وكانت جدتي لا تزال تصر على أن نخاطبها بلقب «توت». ولكن فيما عدا ذلك، فقد جف نبع الطموح الذي حملاه معهما إلى هاواي، حتى أصبح الانتظام - انتظام المواعيد والتسلية والطقس - هو العزاء الوحيد لهما. وكانا يتذمران من حين لآخر من أن اليابانيين قد استولوا على الجزر، وكيف تحكم الصينيون في الموارد المالية للجزيرة. وفي أثناء جلسات استماع قضية ووترجيت، انتزعت أمي منهما اعترافا بأنهما انتخبا نيكسون، مرشح القانون والنظام، في انتخابات عام 1968م. ولم نعد نذهب إلى الشاطئ أو نتنزه معا، وفي المساء كان جدي يشاهد التليفزيون في حين كانت جدتي تجلس في غرفتها تقرأ قصص ألغاز جرائم القتل. وأصبح مصدر الإثارة في حياتهما هو شراء ستائر جديدة أو مجمد منفصل. لقد بدا كما لو أنهما تجنبا تلك القناعة التي تأتي في منتصف العمر؛ أي التقاء النضج النابع من الخبرة الحياتية بما تبقى من العمر، والتقاء طاقة الإنسان بما هو متاح له من وسائل، والاعتراف بالإنجازات التي تحرر الروح. لقد قررا في وقت ما أثناء غيابي أن يقللا من خسائرهما ويقبلا مجرد البقاء. ولم يعودا يريان أية غاية يتمنيان تحقيقها. •••

وعندما اقترب الصيف من نهايته، تزايد شوقي لبدء الدراسة. وكان اهتمامي الرئيسي هو أن أجد رفاقا في مثل عمري، ومن وجهة نظر جدي كان قبولي في «أكاديمية بوناهو» إعلانا ببداية شيء عظيم وسموا في مكانة العائلة حتى إنهما لم يدخرا جهدا كي يجعلا الجميع يعلم بهذا. فقد أصبحت أكاديمية بوناهو، بعد أن أسستها البعثات التبشيرية عام 1841م، مدرسة إعدادية لها مكانتها، مكانا يدرس فيه أبناء علية القوم في الجزيرة. وقد ساعدت سمعتها في إثناء أمي عن قرار إرسالي إلى إحدى الولايات الأمريكية. فقد أخبرها جدي وجدتي أن التحاقي بها لم يكن أمرا سهلا؛ إذ كانت هناك قائمة انتظار طويلة، ولم أحظ بفرصة القبول إلا بعد تدخل رئيس جدي في العمل الذي كان أحد خريجي الأكاديمية (يبدو أن أول تجربة لي مع سياسة التمييز الإيجابي لم يكن لها علاقة بالعرق).

كنت قد أجريت عدة مقابلات شخصية مع المسئولة عن القبول في أكاديمية بوناهو الصيف السابق. وكانت سيدة مفعمة بالحيوية وتبدو شخصا كفئا لم يزعجها أن قدمي لا تكادان تلمسان الأرض وهي تسألني بإلحاح عن أهدافي المهنية. وبعد المقابلة أرسلتني السيدة أنا وجدي في جولة في حرم المدرسة، الذي كان مجمعا يمتد لعدة أفدنة من الحقول الوافرة الخضرة والأشجار الظليلة، ومبان مدرسية قديمة مبنية بالحجارة وأخرى حديثة من المعدن والزجاج. وكانت هناك ملاعب تنس وحمامات سباحة واستديوهات تصوير. وفي أثناء الجولة تخلفنا قليلا عن المرشد، وأمسك جدي ذراعي وهمس.

قال: «اللعنة يا باري، هذه ليست مدرسة. إنها جنة. يمكنك أن تجعلني أعود مرة أخرى لصفوف الدراسة معك.»

وصل مع خطاب القبول مظروف سميك يحتوي على المعلومات وضعته جدتي جانبا لنقرأه بتأن بعد ظهر أحد أيام السبت. وجاء في الخطاب: «مرحبا بك في عائلة بوناهو.» وجاء فيه أنه خصصت لي خزانة، وأدرج اسمي في برنامج تناول الوجبة إلا إذا وضعنا علامة في المربع المخصص لغير ذلك، وكانت هناك قائمة بالأشياء التي ينبغي لي شراؤها؛ زي موحد للتربية البدنية، ومقص ومسطرة وأقلام رصاص رقم 2، وآلة حاسبة (اختياري). قضى جدي المساء يقرأ كتاب المدرسة الإرشادي بالكامل وهو كتاب كبير يوضح التقدم المتوقع لي خلال السنوات السبع القادمة؛ مناهج المدرسة الإعدادية، والأنشطة خارج المقرر، وأسلوب تحقيق التفوق الشامل في عدة مجالات. ومع كل نقطة جديدة يزداد حماس جدي؛ فقد نهض عدة مرات وهو يضع إبهامه حيث توقف ويتجه إلى الغرفة حيث كانت جدتي تقرأ ويقول لها وصوته مليء بالدهشة: «ألقي نظرة على هذا يا مادلين.»

ولهذا صحبني جدي بحماس شديد في يومي الأول في المدرسة. وأصر على أن نصل مبكرا، ولم يكن مبنى «كاسل هول» المخصص للطلاب في الصفين الخامس والسادس قد فتح أبوابه بعد. ولم يصل سوى حفنة من الأطفال، وكانوا منشغلين بمعرفة أخبار ما حدث في الصيف. جلسنا إلى جوار صبي صيني رشيق يضع جهازا ضخما لتقويم الأسنان يلتف بشرائط حول عنقه.

قال جدي للصبي: «مرحبا بك.» وتابع: «هذا باري. وأنا جد باري. يمكنك أن تخاطبني جدي.» وصافح الصبي الذي كان اسمه فريدريك. وقال له: «باري جديد هنا.»

فقال فريدريك: «وأنا أيضا»، واشتركا معا في حوار شائق. وجلست وأنا أشعر بالخجل حتى فتحت الأبواب أخيرا وصعدنا السلم إلى الفصل. وعند الباب، ربت جدي على ظهر كلينا.

Página desconocida